الأقليات: مذابحنا في الموصل وراء مطالبتنا بالإقليم
بغداد / سومر الاخبارية
فاجىء عدد من الاقليات الجميع باعلان نيتها اقامة اقليم الرافدين في مناطق سنجار وسهل نينوى وتلعفر الواقعة ضمن محافظة نينوى ,في قرار عدّه البعض بداية تفتح الباب لتعقيدات جديدة في المشهد العراقي المنشغل بمعارك تحرير المحافظة.
وجاءت ردود افعال المكونات العراقية متباينة بين الرفض الشيعي والترحيب الكردي بشيء من التحفظ والاختلاف السني بين القبول والرفض على خلفية اجندات مختلفة حسب الكتل والاحزاب الممثلة لتلك الكتل.
فقد رفض مجلس محافظة نينوى الثلاثاء انشاء اقليم للأقليات في المحافظة مشيرا الى ان مناطق الاقليات حُررت قبل تحرير الموصل .وقال رضعون لصعيب عضو المجلس في تصريح لـ الجورنال نيوز ان مجلس محافظة نينوى رافض بشكل قاطع انشاء اقليم للأقليات داخل المحافظة واستقطاع اجزاء منها على اساس مذهبية وطائفية .
واضاف ان الاقاليم تحتاج الى تشريع قوانين في الحكومة العراقية ولا يوجد قانون في الدستور العراقي ينص على استقطاع ارض من محافظة لانشاء اقليم على أسس مذهبية أو عرقية , مبينا ان الحكومة العراقية بكل كتلها ومكوناتها رافضة تقسيم العراق الى اقاليم ,اضافة الى أن الاجواء الطائفية التي تعصف بالبلد تجعل من المستحيل انشاء اقليم في المدة الراهنة . واشار لصعيب الى ان اجزاءً كبيرة من مناطق الاقليات لم تكن تحت سلطة الدولة العراقية المركزية قبل سقوط الموصل بيد داعش ومنها سهل نينوى وقضاء سنجار. وتابع ان مناطق الاقليات حُررت قبل تحرير الموصل وشكل لهم حشد تابع للحشد الشعبي لكنهم لم يعودوا الى مناطقهم حتى الان لكونهم يسامون الحكومة بضمانات للحصول على اقليم .
وطالب القيادي في الحشد الشعبي ريان الكلداني، الثلاثاء , باستقلالية سهل نينوى , وابعاده عن صراع المركز والاقليم .وكشف الكلداني في تصريح لـ الجورنال ” عن مساع من بعض الاقليات لركوب الموجة بعد تحرير المناطق من داعش لإنشاء اقليم بحماية دولية . واضاف ان اهالي سهل نينوى والاقليات هم من حرروا مناطقهم بدمائهم ولا نحتاج الى حماية دولة , رافضا زج الاقليات بالصراع ما بين المركز والاقليم . وطالب الكلداني الحكومة الاتحادية بتحويل سهل نينوى الى محافظة كمحافظة حلبجة التي ابادها النظام السابق ,مبينا ان ابناء الاقليات فقدوا الثقة بأهالي الموصل ويعصب العيش معهم مجددا ولاسيما بعدما جرى لهم اثناء دخول التنظيم الارهابي من عمليات قتل وتشريد.
الى ذلك اكد المحلل السياسي عبد الحكيم خسرو الثلاثاء احقية الاقليات باقامة حكم ذاتي في مناطق في اقليم كوردستان وفقا لدستور الاقليم . وقال خسرو ان الدستور الخاص باقليم كوردستان لسنة 2009 اتاح اقامة مناطق حكم ذاتي بعد الاستفتاء الشعبي.وبين ان اقامة اقليم يعتمد على تصويت اهالي مناطق سنجار وسهل نينوى والعودة الى المادة 140 من الدستور العراقي في تقرير المصير ,مؤكدا ان مناطق سهل نينوى وسنجار اذا ما عادت الى الاقليم فان اقليم كوردستان سيعطيها الحكم الذاتي ضمن القانون الخاص بالدستور الكردي .واضاف ان القوانين في الاقليم فيها مرونة وتجيز اقامة حكم ذاتي لأي اقلية قاطنة فيه .
ائتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي رفض إقامة “إقليم الرافدين” في منطقة سهل نينوى٬ مؤكدا أن تشكيل الأقاليم على أسس “عرقية ومذهبية” يتعارض مع الدستور العراقي. النائب عن ائتلاف دولة القانون عبد الحسين الزيرجاوي قال إن “إقامة أقاليم على أسس عرقية ومذهبية غير قانوني ويتعارض مع الدستور العراقي”. وأضاف أن “ما دعا له الإخوة من الأقليات لإنشاء إقليم هو غير قانوني ويتعارض مع الدستور العراقي باعتبار الدستور سمح للمحافظات بإنشاء أقاليم إدارية ولا يمكن إنشاء أقاليم عرقية ومذهبية”. وأعلنت ثلاث منظمات “إيزيدية٬ مسيحية٬ تركمانية” الأحد تشكيل تحالف ثلاثي “عابر للطائفية” باسم “التحالف الوطني لإقليم الرافدين” في محافظة نينوى٬ يضم مناطق سهل نينوى وسنجار وتلعفر. لكن الزيرجاوي يرى أن “من حق المحافظات العراقية تشكيل أقاليم بالتحالف مع بعضها كإقليم كردستان٬ كما منح القانون حق المحافظة الواحدة إنشاء إقليم بعد التصويت الشعبي.
يأتي ذلك رداً على بيان صحفي مشترك٬ للمجلس الإيزيدي الأعلى المستقل (إيزيدي)٬ ومنظمة الرافدين (مسيحية)٬ ومنظمة إنقاذ التركمان (مسلمة)٬ أعلنت فيها تشكيل تحالف ثلاثي باسم “التحالف الوطني لإقليم الرافدين” يجمع أقليات العراق التي “سكنت منطقة بلاد ما بين النهرين منذ آلاف السنين ضمن إدارة ذاتية مرتبطة بحكومة بغداد.
وأوضح البيان الذي حمل شعار “إقليم الرافدين ضمانة أكيدة لاستقرار الأقليات في العراق”٬ أن الإقليم يتكون من ثلاث محافظات وهي “سنجار وتلعفر وسهل نينوى٬ كإقليم متعدد القوميات والأديان والثقافات العراقية”. وتضم المناطق الثلاث المذكورة معظم الأديان والقوميات والمذاهب العراقية٬ كما أنها تعد “المهد الأول” لقوميات وأديان بعضها لم تنتشر في أية منطقة عراقية أخرى٬ فقضاء سنجار منطقة للديانة الإيزيدية حيث يشكل الإيزيديون الأغلبية العظمى من سكنته٬ وهم من القومية الكردية٬ ويقع في جبل سنجار معبد “لالش المقدس” لأتباع هذه الديانة٬ وعلى أطراف سنجار توجد تجمعات من العرب والشبك والتركمان. أما سهل نينوى فهي منطقة ذات أغلبية مسيحية وفيها أقدم أهم الأديرة والكنائس المسيحية.
اترك تعليقاً