شبكة ABC News الأمريكية تبث فيديو لقوات عراقية دربتها واشنطن متهمة بقتل وتعذيب مدنيين بالموصل
بغداد / سومر الاخبارية
قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إن صحفيين يرافقون القوات العراقية في معركة الموصل بثوا مقاطع فيديو وصور لعمليات تعذيب يقوم بها عناصر في وحدة مكافحة الإرهاب، التي أشرفت على تدريبها وتجهيزها واشنطن، بل وطالما أشادت بها في معاركها ضد تنظيم داعش.
وأشارت الصحيفة إلى شريط فيديو بثته شبكة أي بي سي نيوز ويظهر عمليات تعذيب يقوم بها عناصر تلك الوحدة بحق مدنيين في الموصل شمال العراق.
المتحدث باسم التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، الكولونيل ريان ديلون، قال إنه على علم بتلك الادعاءات التي نقلها صحفيون، وإنه تم رفع تلك الادعاءات إلى الحكومة العراقية. مضيفا إننا نأخذ كل الادعاءات بانتهاكات حقوق الإنسان على محمل الجد، ونحن من طرفنا قمنا على الفور بالتعامل مع هذا الشريط ورفعناه إلى الحكومة العراقية للقيام بعملها.
وتظهر اللقطات التي بثتها الشبكة الأمريكية جنودا عراقيين يرتدون الزي العسكري، وهم يقومون بضرب مدنيين عراقيين ويعلّقون أحدهم من معصمه بالسقف، مطالبينهم بالاعتراف بأنهم يعملون مع تنظيم داعش.
الصحفي الذي صور الفيديو هو المصور العراقي من أصل كردي علي أركادي والذي كان يعمل كجزء لا يتجزّأ من الوحدة القتالية التي تشارك بمعارك الموصل ضد تنظيم داعش.
وكان أركادي قد نشر تقريرا موسعا في مجلة ‘دير شبيغل’ الألمانية عن أساليب التعذيب التي يقوم بها عناصر في القوات العراقية، وتحديداً وحدة مكافحة الإرهاب.
وبحسب الصحيفة، تلقّى أركادي تهديدات بالقتل بعد نشره تلك المقاطع، وهرب من العراق لطلب اللجوء إلى أوروبا.
ويتحدّث أركادي عن بداية عمله مع القوات العراقية، حيث إنه كان يعتزم القيام بعمل قصة عن كيفية عمل الجنود العراقيين سنّة وشيعة، جنباً إلى جنب لمحاربة تنظيم ‘داعش’، حيث سبق له أن عمل فيلماً عن القوات العراقية في الفلوجة وكان إيجابياً.
يقول أركادي الضباط القياديون في وحدة مكافحة الإرهاب كانوا يعتقدون أنني أقوم بإعداد فيلم على شاكلة الفيلم الأول وكل ذلك جعلهم يثقون بي فكانوا يقومون بدعوتي من أجل التقاط صور لهم وهم يقومون بعمليات التعذيب للمدنيين، وإجبارهم على الاعتراف بأنهم يعملون مع داعش، وهي كلها اعترافات كاذبة’.
أحد المتهمين في شريط الفيديو الذي بثته شبكة ABC News الأمريكية، واسمه عمر نزار، رفض الاعتراف بصحة ما جاء في الشريط، وقال في مقابلة هاتفية مع الشبكة كل الأساليب الوحشية التي ظهرت في الشريط لها ما يبررها؛ حيث إن المتهمين على صلات مع تنظيم داعش، ونحن في معركتنا معه لا نأخذ سجناء منهم ولا نريد ذلك.
وكانت الولايات المتحدة قد أشادت بعمل شعبة الطوارئ التابعة لوحدة مكافحة الإرهاب، حيث وصفها الكولونيل بريت سيلفيا، بمؤتمر صحفي من بغداد، في كانون الثاني الماضي، بأنها قوة قتالية فعالة جداً، مبيّناً أن الشراكة الأمريكية مع هذه القوات كانت مثمرة دائماً.
إلا أن الحديث عن اعتداءات وانتهاكات طائفية قامت بها وحدة مكافحة الإرهاب في الموصل عادت لتظهر من جديد مع تواصل المعارك في المدينة السُّنّية شمال العراق.
السفارة الأمريكية في بغداد، أو القادة العسكريون الأمريكيون في العراق، رفضوا من جهتهم الظهور للتعليق على تلك المقاطع.
لكن المتحدثة باسم السفارة الأمريكية في بغداد، كيم دوبوا، نفت في بيان مقتضب، أن تكون الولايات المتحدة قدّمت أي مساعدات لوحدة الاستجابة للطوارئ المتّهمة بعمليات قتل وتعذيب للمدنيين، مشددة على أنه لم يكن هناك أي عنصر أمريكي يشارك تلك القوات عملها بالموصل.
اترك تعليقاً