مدن غرب الانبار المحتلة .. رحلة موت “طويلة” نحو الرطبة .. والمهربون اكبر المستفيدين
بغداد / سومر الاخبارية
قال تقرير لصحيفة العرب اليوم ان اعداداً كبيرة من أهالي مدن غرب الأنبار التي ما زال يسيطر عليها تنظيم داعش بدأت حركة نزوح واسعة، تزامنًا مع الحديث عن قرب عملية عسكرية للقوات العراقية لاستعادة السيطرة على تلك المدن.
ونقلت الصحيفة عن مصادر محلية قولها أن “240 أسرة نزحت مع ساعات الصباح الأولى نحو مناطق شرق الأنبار، وأنها وصلت إلى المدينة السياحية في الحبانية بعد ساعات طويلة من التنقل، وكانت الأسر في حالة سيئة”، وتعد هذه الموجة امتدادا لموجات النزوح المتواصلة من تلك المدن، والتي بدأت بعد انتهاء معركة الموصل، خشية تحول القوات العراقية نحو هذه المناطق لاستعادتها منعًا لتكرار مجازر بشرية كما حدث في الموصل، بحسب ناشطين محليين.
ونقلت الصحيفة كذلك عن رئيس منظمة الرافدين لحقوق الإنسان، سامي العاني، أنّ امس الثلاثاء، شهد موجة نزوح كبيرة من مدن (عنه) و(راوه) و(القائم) غرب الأنبار، وهي مكملة لموجات نزوح عرفتها المنطقة خلال الأيام الماضية”، موضحًا “توجهنا مع كوادرنا من الناشطين والمتطوعين والإعلاميين إلى مخيمات الخالدية والحبانية لاستقبال النازحين والوقوف على احتياجاتهم الإنسانية، ووجدناهم بحاجة ماسة لكل شيء، بدءًا من الغذاء ومياه الشرب، إلى المخيمات والرعاية الطبية، تم افتتاح مخيم التحرير لنازحي المدن الغربية في مدينة الحبانية السياحية جنوب الفلوجة، لاستقبال الأسر النازحة، في حين ما زالت موجات النزوح مستمرة”.
وذكرت مصادر أمنية أن “هرب تلك الأسر من المناطق الغربية صعب وخطر، وتضطر الأسر إلى دفع مبالغ مالية لمهربين متخصصين لإخراجهم إلى مناطق آمنة”، مبينة أن “أغلب الأسر النازحة توجهت نحو مدينة الرطبة، إذ تقوم القوات العراقية بتدقيق أسماء النازحين قبل نقلهم إلى مخيمات شرق الرمادي في الخالدية والحبانية”، وكان قائمقام الرمادي، مركز محافظة الأنبار، أعلن قبل أسبوعين وصول 350 أسرة من مناطق غرب الأنبار إلى المدينة ضمن موجة نزوح كبيرة تشهدها تلك المناطق.
ويقول النازحون الواصلون إلى مخيمات الخالدية والحبانية شرقي الرمادي، إنهم فروا من مناطقهم التي ما زال تنظيم داعش يسيطر عليها خشية تكرار ما جرى لأهالي الموصل الذين منعهم التنظيم من مغادرة المدينة لينتهي بهم الأمر إلى الموت تحت أنقاض منازلهم، وما زالت القوات العراقية منشغلة بمعركة تلعفر غربي الموصل لاستعادة السيطرة عليها من تنظيم “داعش”، بعد استعادة السيطرة على كامل مدينة الموصل قبل أسابيع قليلة، ويتوقع مراقبون أن تجري عمليات عسكرية في مناطق غرب الأنبار بعد انتهاء معركة تلعفر.
وسيطر تنظيم داعش على مناطق غرب الأنبار التي تتميز بطبيعتها الصحراوية الشاسعة، مطلع عام 2014، ومنع أهلها من المغادرة مع اشتداد سيطرته عليها بعد منتصف 2015، كما فرض عقوبات قاسية على من يخالف تعليماته، بحسب الأهالي.
وقالت المنسقة الأممية للمساعدات الإنسانية في العراق، ليسا غراندي، الثلاثاء، إنّ “3 مناطق يتواجد فيها تنظيم داعش، ستتعرض لحملة عسكرية خلال الفترة القادمة، الأمر الذي يُنذر بنزوح مئات آلاف العراقيين من ديارهم”، موضحة أنّه “من المنتظر أن تشهد مناطق تلعفر والحويجة والأنبار، حملات عسكرية كبيرة، للقضاء على وجود داعش فيها”.
وأضافت غراندي أنّ “قرابة 5.3 مليون عراقي اضطروا للنزوح منذ انتشار داعش داخل البلاد وسيطرته على عدد من المناطق والمحافظات”.
وأعربت المسؤولة الأممية عن توقعاتها في أن “تؤدي الحملات العسكرية الجديدة المنتظرة إلى نزوح مئات الآلاف من العراقيين من ديارهم”، مشيرة إلى “عودة بعض النازحين العراقيين إلى منازلهم بعد تطهير مناطقهم من عناصر تنظيم داعش”، لافتًة إلى أنّ “قرابة 3.3 مليون عراقي ما زالوا يعانون من مشاكل النزوح”.
وتمكنت القوات العراقية، خلال الأيام الماضية، من قطع الطرق التي تربط بين الموصل وتلعفر، وفرضت طوقًا مشددًا على التنظيم داخل القضاء، وأعلنت الحكومة العراقية، في 10 يوليو/ تموز المنصرم، تحرير الموصل بالكامل من سيطرة التنظيم المتطرف، بعد نحو 9 أشهر من المعارك، لكن القوات الحكومية ما زالت تواجه جيوبًا للتنظيم في المدينة.
اترك تعليقاً