على طاري التكنوقراط
بقلم: طائر الجنوب
لا أدري لماذا تخطر ببالي ديوك (الفسيفس) كلما تحدثوا عن تجربة وزراء التكنوقراط، الذين تبرأت منهم معظم الكيانات العراقية، مثلما تبرأت عواصم الدنيا من هذه الديوك القوية.
فالفسيفس يدعى في أمريكا بالديك (التركي)، وفي تركيا بالديك (الهندي)، وفي الهند بالديك (البيروفي)، وفي السودان بالديك (الحبشي)، وفي الحبشة بالديك (المصري)، وفي بلاد الشام بالديك (الرومي)، وفي روما بالديك (الفرنسي)، وفي العراق يختلف اسمه من محافظة لأخرى، فهو عندنا (فسيفس)، و(دجاج خيبر)، و(علي شيش)، و(غرغر)، و(حبش).
وبالتالي تبرأت منه الأقطار كلها، وتبرأت معها المدن في كل البلدان، ولا نعرف الجريمة التي ارتكبها حتى الآن، تماماً مثلما تبرأوا من وزراء التكنوقراط في تركيبة الحكومة السابقة، فكان أولئك الوزراء هدفاً لحملاتهم التشويهية، وكل القصة وما فيها أنهم رفضوا الانصياع في تنفيذ رغبات الاحزاب التي رشحتهم لهذه المناصب، فغضبت عليهم تلك الأحزاب، وتبرأت منهم، وناصبتهم العداء، وطالبت مجلس الوزراء بتغييرهم واستبدالهم، وعاملوهم معاملة المتمردين. ((فَاخْتَلَفَ الْأَحْزَابُ مِن بَيْنِهِمْ ۖ فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ عَذَابِ يَوْمٍ أَلِيمٍ)).
وهكذا ولدت تجربة التكنوقراط ميتة، وكان مصيرها الإجهاض المبكر، باعتبارها من الولادات الطارئة غير المعترف بها في المرحلة الراهنة. تماما مثل هذا الطائر المسالم، الذي فقد اسمه بسبب تعدد المسميات وتباين الثقافات.
اترك تعليقاً