الموت لأسد بابل
بقلم: طائر الجنوب
لم تتعرض أي حضارة في كوكب الأرض للطمس والنهب والتدمير بمعاول أبنائها مثلما تعرضت حضارة وادي الرافدين، فالعبوات الناسفة التي وضعوها قبل أعوام تحت أقدام النصب الحجري لأسد بابل في البصرة، لم تأت من فراغ، بل كانت تمثل حلقة مقصودة في سلسلة طويلة متشعبة، استهدفت كل الآثار والرموز السومرية والبابلية والآشورية والكلدانية والأكدية، واستهدفت أيضا نبش قبور الأنبياء في الموصل، وشملت تحطيم التماثيل المقامة لرموزنا في الساحات العامة، وشهدنا في الآونة الأخير سلسلة اخرى من حملات مصورة بعدسات السفهاء للاستخفاف بتماثيل حمورابي وجلجامش واشوربانيبال وأنكيدو. . .
أخطر ما نخشاه في هذه المرحلة أن تتحق نبوءة عالمة الآثار جوانا فارشاخ (joanne farchakh)، التي قالت في كتابها (التطهير الثقافي) الصادر عام 2010:-
(العراق، سينتهي قريباً بلا تاريخ). ربما يعود هذا الطرح الاستشرافي من (فارشاخ) الى المنهجية التي اعتمدتها القوى المعادية للعراق في تدمير ما يمكن تدميره، وسحب ما يمكن سحبه من آثار، وتحويلها إلى متاحف الغرب، وكذلك السماح للجماعات المتشددة في تدمير كنائس العراق ومساجده، وتشويه معالمه التاريخية.
ولا خير في أمة لا تحترم تاريخها، ولا تدافع عن موروثها الحضاري. . .
اترك تعليقاً