نضع هذه المعلومات أمام رئيس هيئة النزاهة المحترم، ليطلع عليها ويرى بعينه حجم الكارثة كي يمارس دوره الوطني والأخلاقي المطلوب، ويؤدي واجبه المهني الذي وضعه فيه القانون، فمصيبة الفساد في العراق كبيرة جداً تتطلب تعاون هيئة النزاهة ومجلس النواب، وهيئة الرقابة، ومجلس مكافحة الفساد، والإعلام الحر، وكل الهيئات والدوائر المسؤولة في العراق، عسى أن ننجح ولو بنسبة محدودة في معالجة هذا المرض الخطير، الذي باتت اليوم فايروساته تضرب في بنية المجتمع العراقي، وتهدد مستقبل العراق بالدمار.

مليار دولار غرامات !

هل يصدق سيادة رئيس النزاهة أن إدارة شركة سومو دفعت من أموال العراقيين خلال عامي 2018 / 2019 مليار دولار  لبعض الشركات الصينية واليونانية والهندية كغرامات مالية، جراء تأخير ناقلات هذه الشركات، وأغلب أسباب هذا التأخير تتحملها، وتصنعها، بل وتتقصدها إدارة سومو  عدا التأخير الحاصل جراء سوء الأحوال الجوية ( Bad Weather ).

والمشكلة أن التأخير مستمر، ودفع الغرامات متواصل على قدم وساق، دون أن تعالج المشكلة، ودون أي إحساس وطني من قبل الجماعة !

مليار دولار ياناس غرامة عن تأخير الناقلات النفطية .. لماذا، ومن هو المسؤول، ولماذا لم تسع سومو -التي دفعت خلال السنوات الماضية غرامات تقدر بمليارات الدولارات – الى تأسيس شركة وطنية، وشراء ناقلات نفطية فخمة؟

الجواب يقيناً معروف.. فإدارة سومو تتجه في تعاملها مع بعض الشركات الصينية والهندية واليونانية، وليس  مع الشركات الرصينة الأخرى، لان هذه الشركات تدفع العمولة، أو ما يسمى (بالكومشين) الى إدارة شركة سومو المتمثلة بالثلاثي الفاسد علاء الياسري وعلي نزار ومحمد سعدون. بينما الشركات البريطانية والأمريكية والألمانية -على سبيل المثال – لا تدفع الرشى ولا تتعامل بالكومشين، وبهذا الإمتناع فإن إدارة سومو لن تحصل على نسبتها من (الغرامات) المليارية المدفوعة!

وعلى هذا الأساس أيضاً، فإن إدارة سومو لن تشجع، بل وستحارب أي مشروع وطني لتأسيس شركة ناقلات  عراقية فخمة، لأن هذا المشروع سيحرمها من إمتيازاتها وعمولاتها، ونحن على ثقة تامنة بأن إداراة سومو إذا بقيت على هذا الحال، وفي هذا الفساد، فلن يملك العراق باخرة نفطية واحدة وليس شركة للناقلات العملاقة الى مائة سنة قادمة، واكبر دليل مانراه اليوم من حرب شعواء تشنها إدارة سومو بحق شركة ناقلات النفط العراقية، حيث تسعى بقوة لخنقها، بل وإخراجها من الخدمة تماماً، بعد أن وجدت أن هذه الشركة تتقدم وتنجح، وتحقق أرباحاً ممتازة عبر عقد المشاركة الذي كان معقوداً بينها وبين الشركة العربية، حيث يتحدث الجميع اليوم عن المؤامرة الخبيثة التي قامت بها ادارة يومو بحق شركة الناقلات، يدعمها في هذه المؤامرة معالي وزير النفط الحالي !

أخيراً، كنت اود أن أتحدث عن جريمة أخرى، ترتكبها إدارة سومو، وأقصد بذلك خلط الماء بالنفط، وما يحصل عليه علاء الياسري ورفيقاه في العصابة من ارباح مالية كبيرة، يتقاسمها مع الشركات النفطية، بعد أن يتم تعويض هذه الشركات عن كمية الماء المخلوط، وبعد أن تضرب كمية الماء بعدد مضاعف !

لكننا تركنا هذه القضية لحلقة أخرى سنتحدث فيها بالأرقام والتواريخ.. مخصصين حلقة اليوم لموضوع  الغرامات دون غيره، فهل سيأخذ السادة رئيس هيئة النزاهة، والرقابة، ومجلس النواب، هذا الموضوع على محمل الجد ويعالجوا هذه المشكلة بشكل سريع، محاسبة مدير سومو وأفراد عصابته عما ارتكبوه ؟

دعونا ننتظر، ونرى ..