الى محمد علاوي: ممنوع تدوير النفايات بأمر وزارة الصحة الشعبية !
لا شك أن رئيس الوزراء المكلف محمد توفيق علاوي يعلم قبل غيره حالة الغليان في الشارع العراقي، سواء قبل تكليفه من قبل رئيس الجمهورية، أو بعد تكليفه، حيث إزداد الوضع تشنجاً وغضباً وتوترا.
وهو يعلم حتماً أن حالة الشارع العراقي الملتهب لا تحتاج اليوم الى زيت، او حتى عود ثقاب لإشعالها، فالأوضاع محرجة للغاية، وقد ينفجر الوضع في أية لحظة لا سمح الله، ويحترق العراق برمته، وساعتها لن يقدر علاوي أو ” غيره ” على إطفائه، فالوضع في ساحات الإحتجاج قد وصل مستوى خطيراً، ويمكن معرفة هذا الغضب والتذمر والإحتقان عبر الشعارات والهتافات واللافتات التي رفعها المتظاهرون، وقد زاد الطين بله، مظاهر الإحتكاك المقلقة التي وصلت حد الضرب العنيف من قبل أصحاب القبعات الزرق بإتجاه متظاهري التحرير وبابل والنجف وغيرها، الأمر الذي دفع سماحة السيد مقتدى الصدر الى ان يوجه نداء عبر تغريدة ممتازة لأتباعه من اصحاب القبعات الزرق، يدعوهم فيها لحماية المتظاهرين وليس ضربهم، وفي المقابل فقد دعا أعضاء في “لجنة المظاهرات في ثورة تشرين” زملاءهم، الى حمل بعض الأسلحة الخفيفة لحماية أنفسهم من الإعتداءات !
لقد أردنا من كل هذا توضيح حالة الشارع العراقي الخطيرة، لذا عليك أن تحمي المتظاهرين أولاً – وهذا جزء من وعودك، خاصة وأنت تطلب بقائهم في ساحات الإحتجاج، حتى لو تطلب منك ذلك الظهور رسميا عبر شاشات التلفاز وإعلان ذلك بوضوح وصراحة وليس بالتعميم والتقية- لكي تثبت أنك تستحق الثقة التي منحها لك رئيس الجمهورية..
أما الأمر الأهم في الموضوع، والذي سيخفف حتماً من إلتهاب الشارع، فهو عدم ( تدوير النفايات ) – وهذا مصطلح أستعرته نصاً من هتافات ونداءات المتظاهرين -حيث يطالبونك فيه بعدم إبقاء أي مصيبة من مصائب حكومة عبد المهدي، بمعنى إنهم ربما – وأقول ربما وقد – يوافقون عليك، ويهدأ الشارع إن سرت ببعض الخطوات الإستباقية المطلوبة، وقمت بإتخاذ بعض الإجراءات والقرارات المطمئنة للشعب، ومن بينها حماية المتظاهرين، وملاحقة قتلة المحتجين، ومنع سفر عبد المهدي وجميع وزرائه المنبوذين، خصوصاً الوزراء الخمسة المتهمين بالفساد، والذين تأجل إستجوابهم بسبب إستقالة الحكومة، وهم وزراء النفط والكهرباء والمالية والنقل والصناعة وغيرهم.
إن ما دفعنا لتوجيه هذا التنبيه أو التحذير لك، هو ورود أنباء موثقة عن تحركات مريبة لبعض وزراء عبد المهدي، وهم يجتمعون الان بهذا الحوت السياسي أو بذاك، وتقديم التعهدات، والوعود الفخمة من أجل إبقائهم في مواقعهم ذاتها، ومما يؤكد الأمر أن بعض ممثلي الاحزاب والتيارات السياسية الفاسدة بدؤوا يتحدثون عن (إحتمال) إبقاء وزيرين أو ثلاثة من حكومة عبد المهدي بسبب ( نجاحهم ) !!
وقد تم بالفعل اللقاء بهؤلاء الوزراء (الناجحين)، والحديث معهم بلغة الوعود والاتفاقات والصفقات، ومن بين هؤلاء شيخ الوزراء الفاسدين ثامر الغضبان، بطل عقود أنبوب العقبة، وجولة التراخيص الخامسة (سراً ومن خلف الباب)، وحامي جميع عقود سومو المريبة، لاسيما عقدها الفضائحي مع وزارة النقل، وعشرات بل مئات الصفقات المحفوظة بأمانة لدى لجان النزاهة والطاقة في البرلمان، وفي ملفات القضاء العراقي كذلك، فضلاً عن قرب صدور مذكرة استقدام بحق الغضبان من قبل الإدعاء العام!
فكيف يعاد تدوير مثل هذه النفاية مرة أخرى يا دولة الرئيس!
تصوروا إن الغضبان قطع إجازته أمس، وترك ولده بين الحياة والموت في مستشفيات استراليا ليأتي مسرعاً، ويعرض على بعض (المشترين) بضاعته الفاسدة، وبدون حياء وخجل يقدم الغضبان وعبد الله لعيبي تنازلاتهم وتعهداتهم ومساوماتهم في سوق النخاسة!
وسنتحدث غداً بالأسماء والتوقيتات ونوع العروض التي قدمها الغضبان وامثاله في لقاءات أمس !
اترك تعليقاً