لماذا يثق الشارع العراقي هذه المرة برئيس الوزراء المُكلف مصطفى الكاظمي؟
” تفاؤل حذر وترقب” بهذه الكلمتين يُمكن أن نلخص احاديث ورغبات الشارع العراقي الذي بدأ مع تكليف مصطفى الكاظمي بمهمة تشكيل الحكومة المقبلة عهدًا جديدًا، بعد سنوات من المطالبة الواسعة من هذا الشارع باحداث تغييرات جذرية في شكل وبنية العملية السياسية، وتغيير الوجوه ” التي لم تجلب الخير للعراق” كما قالت المرجعية الدينية في أحدى خطبها.
( وكالة سومر الاخبارية )، اجرى استطلاعاً وتحقيقياً ميدانياً في الشارع العراقي، لاستمزاج آراء المواطنين من مختلف الفئات ومعرفة اسباب هذا التفاؤل الحذر، والترقب ايضاً، فكان حديثنا مع الاكاديمي علي الساعدي الذي قال أن ” مهمة الكاظمي صعبة للغاية لكنها ليست مستحيلة ابدًا، الصعوبة تكمن في انه يعمل في بيئة غير صديقة وصادقة ايضاً، لكنها قد تعمل على تغيير طبيعتها استجابةً للظروف القاهرة والصعبة التي انتجتها ظروف ثورة تشرين الشعبية، ولذا فأنها لم تجد مخرجاً سوى الاستعانة بوجه جديد من خارج تلك البيئة المبتلاة بالتكلس والازمات”.
الكاظمي ..استجابة لظروف قاهرة!
ويضيف الساعدي في حديثه لـ ( وكالة سومر الاخبارية )، ” اعتقد ان تكليف الكاظمي بالمهمة ليس ترفاً سياسياً، او تواضعاً منها، او رغبةً خالصة من لدنها، قدر ما هي استجابة لتلك الظروف، فالوضع لم يعد يسمح بتكرار اي تجربة فاشلة، وسيكون ثمن الافشال والابقاء على نفس الاداء هو زوال هذه الطبقة الى الأبد، لذا يبدو انها اخيراً وصلت الى ان بقاءها مرهون بالتنازل ولو جزئياً عن مغانمها، لذا نأمل ان يكون الكاظمي حلاً حقيقياً، بل نحن متفائلون لكن بحذر كما قلت من البداية، ليس لضعف قدراته الشخصية ابداً، بل خشية الاحتيال الذي قد تمارسه ضده بعض القوى السياسية”.
رجل من خارج الوسط !!
فيما يقول الكاتب والصحفي حسن علي لـ ( وكالة سومر الاخبارية )، أن ” الكاظمي شخصية تدعو للتفاؤل لسبب بسيط، فهو أت من خارج الوسط السياسي كله، رجل قادم من عوالم الثقافة والصحافة، وأيضاً من طراز لا يشبه أي شخصية سياسية تمتعت بكل “مزايا” السياسيين المعروفة لدى الشارع!، وبالتالي فأن الرجل يعمل الآن بشكل غير تقليدي في احتواء ما مزقته السياسة، وما فرقته المحاصصة ودمره منطق الاستيلاء، ونأمل أن ترى حكومته النور قريباً لإخراج العراق من هذا المأزق الذي وجد فيه”.
مرشح حسب مواصفات المرجعية..!
فيما يقول الحاج ابو علاء، وهو تاجر مواد كهربائية، ” أني وخلال سنوات عمري الممتدة، عاصرت اكثر من عهد جمهوري، فأني الأن أرى ان الشعب العراقي يتطلع الى ما بعد تشكيل الحكومة الجديدة، حيث أننا نبحث عن شخصية غير مجربة كما قالت مرجعية السيد السيستاني وأن هذه الشخصية مقبولة وليست حزبية او مناطقية او طائفية، او أنها متورطة بدماء العراقيين، ولذا فأن الكاظمي اليوم ينطبق عليه هذا الوصف، فالتفاؤل والترحيب الشعبي في ازدياد، بل ان الناس هنا تتوعد السياسيين والنواب الذين يعرقلون تشكيل الحكومة الجديدة بأنهم سيقفون لهم بالمرصاد”.
بوتين العراق!
محمد يونس خضر، وهو طالب في كلية الادارة والاقتصاد، واحد الناشطين في الحراك الطلابي، قال لـ ( وكالة سومر الاخبارية)، أن ” شريحة الطلبة والشباب متفائلون بشخصية مثقفة وشابة، ولديه طموح كبير، كما أني أظن ان شخصية قادمة من المخابرات الى الحكومة تجربة جديدة على العراق، لكنها ناجحة على مستوى العالم، وأمامنا نموذج الرئيس بوتين وهو من الشخصيات التي استعادت روسيا معها قوتها وقدرتها بعد سنوات من الفساد والتفكك، لذا نأمل أن يكون الرجل فاتحة خير للشعب العراقي”.
فيما قال حميد رزاق وهو مهندس معماري، أنه يأمل من ” رئيس الوزراء المُكلف ان يمنح شريحة الموظفين والعمال اهتمامه ورعايته، لاسيما وانه شخصية جاءت وفق استحقاق وطني وشعبي، ونرى عليه معالم الصدق والوضوح، وهذا ما يشعرنا كمواطنين بتفاؤل وننتظر منه المزيد من العمل، كما أن رفض القوى السياسية الشيعية له في البداية وعودتها له بعد ذلك، هو اقرار بامتلاكه حلول مهمة”.
استثمارات دولية
فيما يقول حسن عبد الهادي، وهو متقاعد، أن رئيس الوزراء الجديد يمتلك كما تقول سيرته المنشورة والمتعارفة علاقات دولية واسعة، وهذا يمكن ان يستثمره في استقدام استثمارات دولية كبيرة في العراق، وتحويل الصراع بين ايران وامريكا والسعودية وغيرها في الاراضي العراقية الى استثمارات واموال وبناء، وهذا كفيل باستقرار العراق ونهضته.
ختاماً، ومع هذه الاجواء المتفائلة، وهذه التطلعات التي ترجمتها رغبات شرائح مهمة، هل سيكون الكاظمي بمستوى طموح هذا الشارع وآماله، هل ستسمح له الظروف المحيطة بتشكيل الحكومة الخادمة للشعب كما قال في أول خطاب له موجه للشعب العراقي؟، هذا ما ستكشفه الايام المقبلة.
اترك تعليقاً