عرض مهرجان “أيام قرطاج السينمائية”، الجمعة، الفيلم التونسي “نحبك هادي” في سجن النساء بمدينة منوبة غربي العاصمة تونس.
وشاهدت 50 سجينة من بين نحو 400 سجينة، العرض السينمائي الذي حضره مخرج الفيلم محمد عطية، والممثل التونسي مجد مستورة، والممثلة التونسية صباح بوزويتة.
وتفاعلت السجينات مع أحداث فيلم “نحبك هادي”، الذي يروي حيرة شاب تونسي أمام منظومة من العادات والتقاليد تتمثل في والدته، التي قررت تزويجه والإشراف على حفل زفافه.
وطيلة الفيلم، عاش “هادي”، بطل الفيلم الذي يجسد دوره مجد مستورة، صراعا داخليا قاده إلى التمرد بعد التغيب عن عقد قرانه.
وعن هذه التجربة في العرض السينمائي، قالت جميلة صميدة، مديرة سجن النساء في منوبة، “في البداية، جربنا الحل الأمني (مع السجينات)، الان اخترنا الحلين الأمني والثقافي معا لضمان عودة السجينة إلى النسيج الاجتماعي”.
وأوضحت صميدة أن “الثقافة ضرورية لزرع الوعي في السجينات من أجل مواجهة الآفات المجتمعية، مثل المخدرات والسرقة”.
وخلال جلسة خصصها القائمون على الفيلم بعد عرضه، قالت إحدى السجينات: “لدى مشاهدتي للفيلم نسيت أنني مسجونة، ولم أعد إلى الواقع إلا مع نهايته”.
فيما قال بطل الفيلم، الممثل التونسي مجد مستورة إن “من حق السجينات حضور عروض سينمائية مثل بقية التونسيين، فنحن نؤمن بمبدأ الثقافة للجميع”.
وعقب نهاية عرض فيلم “نحبك هادي”، قدمت فرقة من السجينات عرضا موسيقيا للحاضرين.
وبدأ تقديم عروض سينمائية في السجون منذ الدورة السابقة لمهرجان قرطاج.
وخلال الدورة الحالية، جرى تنظيم 5 عروض في سجون، منها سجن برج الرومي في بنزرت شمال تونس، وسجن المرناقية القريب من العاصمة، وسجن المهدية وسط البلاد.
وانطلقت الدورة الـ27 لمهرجان قرطاج السينمائي الجمعة، وتختتم السبت.
ويهتم المهرجان، الذي بدأ في أكتوبر/تشرين الأول 1966، بالأفلام التونسية والعربية والإفريقية.
برمجت هيئة أيام قرطاج السينمائية عروضا خاصة للمساجين في بادرة فريدة من نوعها.
واختارت هيئة المهرجان بالتنسيق مع السلطات المختصة في تونس وبالشراكة مع منظمة الصليب الأحمر الدولي 6 مراكز إصلاحية وسجون سيقضي فيها المساجين أوقات ممتعة من خلال عرض الأفلام المميزة للمهرجان.
وستكون هذه العروض مرفقة بنقاش مطول مع فريق الأفلام.
والبرنامج ينفذ بمشاركة المنظمة الدولية ضد التعذيب.
وستتم برمجة العروض في سجن “برج الرومي” و”سجن النساء” بمنوبة وسجن مرناڤ وسجن النساء مسعدين بسوسة وسجن المهدية ومركز الإصلاحية للأولاد بالمروج.
ومن بين الافلام المعروضة في سجون تونسية “زهرة حلب” لبطلته هند صبري.
واعتبر مهرجان أيام قرطاج السينمائية ان الهدفُ من ولوج السينما الى “تلك الفضاءات المغلقة، المكتظة والمحزنة” هو “منح رجال ونساء محرومين مؤقتاً من حريتهم، لحظة حلم ومنفذاً للهواء الطلق، والإبقاء على صلة ولو كانت عابرة مع تطوراتِ العالم الخارجي