معادلة العبادي ……… التركية …!
محمد المولى
الكثير من المراقبين الموضوعيين كانوا يخشون ان يذهب رئيس الوزراء الدكتور حيدر العبادي الى احد إغوائين إثنين ضاغطين ( من اطراف واصوات قريبة من دائرة القرار ) في التعامل مع الملف التمدد التركي وكلاهما يبدو من زاوية ما ضروريا كفاية وله ما يبرره لأحتواء الازمة أقول من زاوية وليس من جميع الزوايا الاغواء الاول عقابي واصحابه يضعون سيناريوهات رادعة باعتبار ان العملية التركية عدوانا سافرا على السيادة العراقية وفق ميثاق الامم المتحدة وقواعد حسن الجوار وبحسب هذا الاغواء فان الجانب التركي الاردوغاني لا يقيم وزنا لحسن النيات ولا للمناشدات اوالنصائح اوسياسة خذ وهات بل انه يجعل من الوقت عاملا لفرض احتلال الامر الواقع كما يستخدمه الاسرائيليون منذ العام 1949 وكما استخدمته تركيا في جزيرة قبرص في حزيران 1974 والامر فان الرد العراقي العقابي ( بحسب هذا الاغواء ) يمكن ان يتدرج في التعرضات الارضية وتسخينها حتى إعتقال القوة التركية الغازية ونقلها الى خارج المنطقة ثم التفاوض على مصيرها وعلى لزوم انضباط الجانب التركي في التعامل مع السيادة العراقية من موقع تفاوضي أفضل اما الاغواء الثاني فانه يستبشع التسخين والتلويح باستخدام القوة ضد الوجود العسكري التركي ويحبذ تليين التعامل مع المفاوض التركي وتفهم الاسباب الوجيهة الى حد ما لهذا التجاوز وعدم تحميل الامر فوق مايحتمل باعتتبار ان العراق في وضع حرج عشية اعلان حرب التحرير في الموصل والاخذ بحسن نية تطمينات انقرة بانها تستهدف تحرير الموصل من العصابات الارهابية وانها جزء من التحالف الدولي الذي يحارب داعش في العراق وسورية وبحسب اصحاب التهدئة وحسن الظن فان الحملة الاعلامية العراقية وتصعيد التصريحات السياسية يستفز الجانب التركي ويضطره الى التصرف خارج التعهدات التي يعطيها عبر مبعوثيه الى بغداد او الى ممثلي دول التحالف .
وفي غضون ذلك حملت الرسائل التركية حشوات متضاربة وغير ذي معنى محدد ملزم أو مطمئن ولجأت في اكثر من مرة الى الاستفزاز ولغة الغطرسة في نفس الوقت الذي تبعث فيها تطمينات بواسطة مبعوثيها الى العراق وقد رمى اردوغان بثقله لتجهيز الميدان بالتوتر واجواء الحرب وبدا للمحلل انه بريد جر العراق الى المواجهة في نفس الوقت الذي يوحي ان القوة التركية المتجاوزة هي للتدريب وليس للحرب .
من خارج المشهد ظهرت اشارات واضحة الى ان السيد العبادي استخدم معادلة تحجيم قوة بعشيقة التركية عبر سلسلة من التهديدات والقرارات والاوامر العسكرية الميدانية مغ فتح الباب للتفاوض وكان رفضه لمشروع الاتفاق الذي حملة وزير الدفاع الامريكي من انقرة في 21 اكتوبر يدخل في لوازم هذه المعادلة .
وفيما تكاملت تحضيرات معركة تحرير الموصل ووقف الجنود والمتطوعون العراقيون وراء سلاحهم بانتظار الاذن بالهجوم طرحت على طاولة صاحب القرار العراقي نصيحة بوجوب ارجاء المعركة الى ما بعد تسوية الازمة مع تركيا والذين قرأوا ويقرأون هذه الايام ما بين سطور تقارير المراسلين الدوليين في انقرة عرفوا ان اردوغان خسر معركة الموصل وسقط في معادلة التحجيم
اترك تعليقاً