عمار العزاوي : تراث العراق محفز على الإبداع
كوكب السياب منذ صغره اهتم الفنان عمار العزاوي بصناعة المصغرات والنماذج المعمارية، وكان الأمر بالنسبة إليه شغفاً يستحق أن يوفر لأجله الكثير من الوقت من أجل المتعة والخروج بنتيجة جيدة تظهرها روعة ما صنعه من الطين أو أي مادة تالفة حاول إعادة صياغتها من جديد لتخرج بهيئة عمل فني مبتكر. يعترف العزاوي بأنه فشل في بداية مشواره مع عالم المصغرات أو (الدايوراما)، وكانت نتاجاته تظهر بشكل غير مقبول له، لكنه استمر بممارسة موهبته في النحت والرسم.
البداية يقول العزاوي، في حديث مع “الصباح”، إنني “بذلت جهوداً كبيرة من أجل صناعة شيء ما، فطالما سحرني هذا الفن وأردت أن أكون أحد محترفيه”، مضيفاً: “ذات يوم قررت جمع نماذج مصغرة كالسيارات والدراجات، وبسبب شغفي بها قررت صنع نماذج على شاكلتها، واستطعت أن أصنع معرضاً للسيارات بتصميم عصري، وكانت القياسات لا تتجاوز الـ 60 سنتيمترا”. معوقات يشير العزاوي، الذي حقق شهرة كبيرة ولاقت أعماله رواجاً كبيراً في وسائل التواصل الاجتماعي، إلى أن “عدم توفر المواد الأولية التي تساعد في إنجاز العمل المصغر هو أهم عائق واجهته في عملي، مضافاً إليه قلة الاهتمام والانتقادات لهذا الفن من زاوية أنه (إضاعة للوقت) كما يصفه البعض، وهذا مفهوم خاطئ ومعيب”. ويضيف العزاوي: “بعد ذلك بدأت بالتفكير والتخطيط الجدي لعمل أنموذج جديد وهو ان اختار عملا اتحدى به نفسي واثبت وجودي في ساحة الفن واحقق حلمي، ففي السابق لم تتح لي الفرصة ولم أجد اهتماماً أو دعماً”، متابعاً: “عملت على مشروع جديد وهو صناعة أنموذج مصغر لتراث بلادي المنسي المحفز على الابداع، وهو عبارة عن عمل غير مطروق، لا سيما بما يتضمنه من تفاصيل واقعية”.
تفاصيل التفاصيل يلفت العزاوي: “بدأت اشعر بالاحتراف من خلال عملي الاول وهو الشناشيل، فقد كانت تجربة اولى ناجحة، استطعت من خلالها تجاوز كل الصعاب، كذلك استطعت معرفة أخطائي لاتجاوزها في الأعمال القادمة”. ويفكر العزاوي في إنشاء معرض خاص بأعماله، ليتسنى للمتلقي مشاهدة هذه الأعمال، لا سيما ان المشتغلين بهذا النوع من الفن قليلون في العراق، معترفاً بأن الأمر يحتاج الى الكثير من الوقت، “فإقامة معرض للمصغرات يحتاج إلى جهد وعمل متقن ليخرج بصورة لائقة، لأن بدايتي في ممارسة هذا الفن ليست طويلة، لذلك احتاج لمزيد من الوقت لأطور مهاراتي وامكانياتي، فضلاً عن ان انتاج اي نموذج مصغر يتطلب جهداً كبيراً، لأن المصغرات تعتمد على (تفاصيل التفاصيل)”، على حد قوله.
احساس وخيال لا تقتصر أعمال عمار العزاوي على المعالم التاريخية او الاثرية فقط، لكنه يتناول العمل بحسب قوة تأثيره بمشاعره وبالتالي تأثيره في المتلقي، وعن ذلك يقول: “العمل يحتاج الى الاحساس والخيال الواسع، ولا توجد قاعدة أساسية للعمل في فن المصغرات، عدا اعتماده على الجهد الذاتي والخيال الواسع
اترك تعليقاً