لعل الشيء المضحك المبكي هو خروج المسؤولين في هذه الحكومة بالتظاهر ضد الحكومة نفسها.. ولعمري فأن مثل هذه المضحكة،  وهذه المسخرة لم يحدث من قبل، ولن يحدث لاحقاً، إلا في حكومات العراق الكارثية!

ولعل النموذج الذي سنعرضه لكم اليوم هو ليس الأول طبعاً ولا الأخير، فمثل هذه (النمونات) هناك الكثير في حكومتنا الرشيدة والحميدة !

 فالمفتش العام لوزارة النقل الدكتورة سماهر محمد علي، والتي تم تعيينها بهذا المنصب مؤخراً – أي قبل إلغاء مكاتب المفتشين – والتي كانت تعمل بمنصب معاون مدير عام شركة تسويق المنتجات النفطية (سومو)، وقد أعيدت الى منصبها السابق في سومو  بعد إلغاء مكاتب المفتشين، شوهدت مؤخراً تشارك في التظاهرات والإحتجاجات الشعبية ضد حكومة عبد المهدي!

وقد يقول البعض: ليكن، أليس من حقها كعراقية ان تتظاهر ضد الفساد

والجواب:

كلا، فليس من حقها ان تتظاهر ضد الفساد، لأن التظاهر هنا يكون للمواطنين الكادحين الذين يبحثون عن لقمة شريفة يطعمون بها عوائلهم، ولا يجدونها!

 والتظاهر يكون حقاً للذين لا حول لهم ولا قوة غير التظاهر في الشارع، والأحتجاج في الساحات ضد الظلم والفساد.

 والتظاهر بكون حقاً للشباب العاطلين الذين يبحثون عن فرصة عمل – أية فرصة عمل شريفة حتى لو كانت بملاليم- !

 أما مسؤولة بحجم الدكتورة سماهر تعمل مفتشاً عاماً في وزارة فاسدة مثل وزارة النقل، وساهمت مساهمة فاعلة في حماية الفاسدين في هذه الوزارة، رغم قصر الفترة التي عملت فيها ..  

وهذه المسؤولة ذاتها التي كانت تعمل بمنصب معاون مدير عام في شركة سومو، التي تعد أخطر وأكبر شركة فساد في العراق، بل ان هذه السيدة كانت – وقد عادت لمنصبها – جزءاً مهماً من شلة الفساد في سومو ! كما إن مسؤولة كالدكتورة سماهر، التي حظيت بمنافع ومكاسب وامتيازات حكومية هائلة ربما لم تحظ بمثلها زميلاتها ولا زملاؤها قط، لا يحق لها التظاهر ضد فساد الحكومة، إذ كيف يجوز لفاسد ومسؤول حكومي في آن واحد ان يتظاهر ضد الحكومة وضد الفساد؟!

إنها مهزلة المهازل، ونكتة النكات، بل هي النكتة التي ما بعدها نكتة !

 وهنا لا نعرف ماذا تريد ان تقول لنا سماهر، وماهو قصدها من التظاهر ضد فساد الحكومة، وماهي مطالبها الحقيقية؟!

وإذا كان الأمر هكذا، فإننا نتوقع أن يتظاهر ضد الفساد وضد الحكومة غداً وزير النقل ووزير النفط ومدير عام شركة سومو وبقية شلة الحرامية في هذه الشركة .. (ليش لا، كلشي يصير بهذا الزمن الأغبر)!

ملاحظةمهمة: جناب الدكتورة سماهر – المتظاهرة ضد الحكومة، تتمتع بما يلي:

 1-شقة فاخرة جداً في مجمع سومو

 2- رقيت من مجرد موظفة بسبطة  في مكتب المفتش العام في وزارة النفط الى مدير قسم التحقيقات بمكتب المفتش العام في الوزارة

 3- ارسلت في بعثة دراسية الى لندن لمدة تزيد عن خمس سنوات لدراسة الماجستير والدكتوراه على نفقة الحكومة / وزارة النفط/ ضمن دعم جولات التراخيص – خل ياكلون بجال خالهم –

! 4- تم تعيينها بمنصب معاون مدير عام شركة سومو

5- تم تعيينها مفتشاً عاما لوزارة النقل استجابة لطلب وزير النقل

 6- أعيدت الى منصبها بعد إلغاء مكاتب المفتشين العموميين معاون مدير عام سومو – بينما لم يعد بقية زملائها من المفتشين العامين الى مناصبهم القديمة بعد قرار  الغاء مكاتبهم!

والسؤال:

لعد ليش تتظاهر سماهر وعليمن ؟