اندبندنت :الفساد وليس الحرب سبب بلاء العراق
بغداد / سومر الاخبارية
قال الكاتب البريطاني باتريك كوكبيرن إن الغرب قدم سقوط مدينتي الموصل والرقة، باعتباره إعلاناً بموت تنظيم داعش، وهو أمر -يقول الكاتب- ليس مؤكداً، لأن فقدان المتطرفين للمدينتين يعني تقلص أراضي ما تسمى «الخلافة» وليس القضاء عليها.
وأضاف الكاتب في مقال بصحيفة إندبندنت البريطانية أن داعش كان قبل تقدمه الهائل في عام 2014 وسيطرته على غرب العراق وشرق سوريا، كان حركة تمرد محترفة وذات خبرة، ولعجز التنظيم الآن عن مجابهة عدو يسيطر بإحكام على الجو، فهناك مؤشرات على أن المتطرفين نقلوا مسؤوليهم ومسلحيهم من الموصل والرقة إلى المناطق الريفية، حيث يمكنهم الاختباء بسهولة.
وأوضح الكاتب أن مشكلة العراق وسوريا لن تنتهي حتى مع القضاء على داعش، فمشكلة مثل الفساد تحدث ضرراً أكثر من خطر المتطرفين، وإن تفشي الجريمة في المجتمعين العراقي والسوري خلال مدة الحروب الطويلة فيهما، هو أحد الأسباب التي يستحيل معها عودة الحياة إلى طبيعتها، حتى وإن لم يوجد معارك.
وتابع الكاتب القول إن الفساد متفشٍ في البلدين، ومنشؤه زعماء الحرب والطبقة السياسية، وفوق ذلك فإن الحرب قضت على جيشي سوريا والعراق، وصارت هناك ندرة في المقاتلين حتى بالنسبة لمجموعات المعارضة، فمثلاً يستطيع جيش النظام السوري شن هجوم واحد فقط عند القتال وهو ما يجعله ضعيفاً على جبهات أخرى، كما حدث عندما كان يشن هجوم حلب فسقطت مدينة تدمر في قبضة داعش.
وأشار الكاتب كذلك إلى حالة التناحر بين الشيعية والسنة في العراق. ويوضح الكاتب أن سلطة الدولة سواء في سوريا والعراق قد ضاعت،وأن أمراء الحرب صاروا هم المتحكمين في الطرقات ونقاط التفتيش، وهو ما يجعل البلدين دولاً صغيرة داخل الدولة الكبيرة، بما يفضي إلى ضعف الأمن عموماً، وسوء الأوضاع الاقتصادية.
اترك تعليقاً