عبيد الأصنام البشرية
بقلم: طائر الجنوب
اشترك أحد العبيد في مسابقة، وكانت الجائزة هي حريته، وعندما سألوه ما الذي ستفعله بعد تحررك ؟؟.
أجاب: سوف أبحث عن سيد جديد يعاملني بلطف أفضل من سيدي السابق !!!.
تكلمنا أمس عن رواسب العبودية المتجذرة عند البعض، وسنكمل حديثنا اليوم عن الذين لن يستطيعوا الخروج من جلباب الذل والخنوع.
لقد فتك الاقطاع بالعراقيين، حتى جعلهم يأكلون من حصة (المسطاح)، أي من القمح المبعثر بين شقوق الأرض الوعرة، وما أن تحرروا من مخالب الأقطاع بعد ثورة (14 تموز) حتى أخذوا يتغنون بزمن الجور والظلم، ويشعرون بالحنين لتلك الفترة المظلمة، ويمجدون رموز الإقطاع.
يسمونهم (شيوخ)، ويظهرون لهم الولاء والطاعة، ويثنون عليهم، فيقولون: والنعم من شيخ فلان، كان شجاعاً، لأنهم كانوا أضعف منه، ويقولون: كان من جهابذة أهل الحل والعقد، لانهم كانوا أميين وبسطاء. ويشيدون بكرمه، رغم أنه يصلخ ويذبح ويطبخ بالمال الذي ياخذه عنوة منهم، ورغم أنه كان يقيم ولائمه الباذخة لأمثاله من المسؤلين والاقطاعيين، بينما ينظر الفلاحون بأعينهم الجائعة خارج المضيف، ثم يتناولون ما تبقى من طعام الأسياد.
لقد ولى ذلك الزمن الى غير رجعة، لكن بعض الناس ظلوا ينتمون الى عصور الذل والعبودية، وهم الذين يقودون اليوم حملات التشويه والتشويش ضد كل وطني شريف يحاول الارتقاء بهم نحو الأفضل، فيشتمونه ويفترون عليه، ويلفقون له الاتهامات الباطلة، لكي يرضى عنهم أسيادهم في بغداد، رغم أن هؤلاء (الأسياد) هم الذين ينعتونهم بأبشع النعوت، ويتعاملون معهم بفوقية.
وللحديث بقية. . . .
اترك تعليقاً