رشا الطيار

لطالما فضلت التعامل مع الرجال دون النساء طيلة مشواري المهني في الحياة مذ كنت صحفية يانعة تنقلت للعمل بين مؤسسات اعلامية محلية وعربية واجنبية حتى اصبحت ضابط شرطة تنقلت في العمل من مكان الى اخر … مما يمتاز به الرجال من جدية في العمل والخبرة دائما الامر الذي تفتقده البعض من النسوة على صعيد العمل ! فحينما أنيطت الي مهمة تأسيس و ادارة موقف للنساء في مديرية مكافحة الاجرام قبل تفرغي للدراسة في تخصص (الاعلام الأمني ) هذا الموقف الذي يتعامل مع مختلف المتهمات لقضايا متنوعة الاجرام ، اضطررت التعامل مع ( النساء ) بشكل مباشر سواء كن متهمات ام الكادر الشرطوي النسائي الذي ضم مختلف الإعمار والثقافات و يفتقد الخبرة المهنية في تجربة جديدة عليه وعلي انا ايضا … فكرت بصوت عالي هل سأصنع منهم رجال كما اريد !!! او يعيدونني امراءةكما يردن ؟ لم تكن مهمة سهلة جدا بالنسبة لي اكتنفتها لذة التحدي والغرابة فبمرور الوقت اكتشفت ان المراءة تحتاج الالتفاتة والاهتمام والاحتواء في جميع مفاصل حياتها وبالذات في العمل لتشعر بذاتها اولا لتفخر بكينونتها المهنية ، فقد كانت تجرية جميلة وغريبة فعلا تتطلب سعة صدر رحب يتقبل الجميع دون تمييز بين إحداهن ويعطي الامل بالغد ويمنح الثقة بالذات والقوة لممارسة مهمة جديدة بين عالم الرجال … اتذكر كم أسعفت واياهن حياة المتهمات وكم أعطيت الامل لهن بالاستمرار بالحياة وعدم الإضراب عن الطعام لإلحاق الأذى بأنفسهن ليواجهن نتيجة اقتراف الجريمة ، والالتزام بالنظام الخاص بالموقف ، وكم نقلت لكادري النسائي وهن أدواتي التنفيذية (عيني وأذني ويدي ) في العمل من خبرتي الميدانية في عوالم الصحافة والشرطة لاغناء مهنيتهن بالمعلومات وإثرائها بقصص المهنة ال واقعية، لأجعل منهن ظلي في محل العمل … اكتشفت القوة والنجاح هو ان تحب الاخر وتسعد برفقته وتحتضنه وتساعده كي ينجح لتفخر به ، فالانسان الذي يحترم تاريخه البشري عليه ان يترك بصمة عند الغير يبني ويؤسس في البشر قبل العمل أينما ذهب لان نجاحك في الوصول الى عمق البشر يعني انك أتممت المهمة على اكمل وجه … اكتشفت ان الرجل يمتاز بالجدية لان الطريق سالك أمامه في ميدان العمل يعمل ويخطىء ويصيب ويجتهد ليكتسب الخبرة اما المراءة لا يفسح لها المجال في العمل الا نادرا لذلك لا تمتلك خبرة وجدية الرجل … ! واكتشفت ان المراءة هي ذاتها لكن عليك ان تعطيها فرصة إثبات ذاتها بمهنية وتجرد .