ميناس السهيل

كانوا يتحدثون عن عذاب اليتيم امامي ، اتأثر كثيراً ، اشعر بالخزن ، تجتاحني افكارٌ مؤلمة ، اتركهم واعود الى منزل العائلة في منطقة شارع 60 في الدورة جنوبي بغداد ، ادخل المنزل لأبحث عن امي وابي ، اقبل قدام امي لان تحتها الجنة ، وأرتمي في احضان الي سيد الكرامة وسندي الذي لا يمل ولا يكل عن دعمي ومساعدتي الركن الذي اعتكز عليه انا وإخوتي واخواتي اخر حصوني قبل الضياع ، اجمع من امي وابي قوتي وطاقتي على تحمل هذه الحياة بحلوها ومرها ، اعود الى ممارسة عملي ، علاقاتي مع الناس ، لكن في مساءٍ يحمل المأساة كُلها سقط امامي الزمن ركضت أقلبه يمناً يساراً الزمن يتنفس بصعوبة وعيونه مغمضه تلمست قلبه وجدته يدق سريعاً حملتُ زماني على ظهري ورحت أسابق الأزمان لأصل الى المستشفى منعني قطار الحياة حين مرَ امامي وكأن هذا القطار تنبأ بفوات الأوان لكني استمريت بقيادة سيارتي اليابانية وصلت لكن بعد نهاية الزمن الذي لفض انفاسه الاخيرة في مستشفى اليرموك هنا توقف كل شيء وأحسست لأول مرة في حياتي إني ضيعت أغلى إنسان ، وكأن عمري تجاوز الثمانون ، فقدتك يا ابي وصديقي والأقرب لقلبي ومازلت افتقدك وسأبقى احتاج لوجودك في حياتي يا ابي صار عندك حفيدٌ اخر واسميته يحيى وإختي صارت ام والأخرى اضافت حفيداتُ لك واخواني أيضاً ، جميعنا نحمل اسمك ونحتاج لك ، انت تسكن النجف كنت دائماً توصينا بها حباً بالإمام علي عليه السلام نعم يا ابي حفرنا لك القبر وها انت ترقد فيه بسلام كتبنا عليه ان وعد الله حق المرحوم جبار مجيد حسين التميمي ابي انا الان بخير وامي بخير وجميع خواتي واخواني بخير نذكرك دائماً ونزور قبرك بأستمرار ابي نزلت دمعتي الان اعتذر منكَ كثيراً اعرف انك في مرةٍ قلت لي إن الرجل لا يبكي اعذر حزني على فراقك هذه الدموع دموع رجل فقد الزمن وصار يعيش في زمن اخر زمنُ غريب قبيح تملئه الذكرى والاشتياق رحمك الله يا ابا اوراس سأبقى اتحدث عنك لأبنائي وصأوصيهم بالحديث عنك ولن يسكت ابنائك وأحفادك عن ذكرك لانك الجذر لي ولهم ولأبنائهم من بعدهم ..
لذكراك التحية وعلى روحك السلام ابنك المحب ميناس