ما رضه بجزه..رضه بجزه وخروف : القوى الشيعية المتشددة رفضت المثقف والوطني المتوازن مصطفى الكاظمي ورضيت بالمتهور عدنان الزرفي !
هذه هي المرة الأولى اذن، التي تفقد القوى الشيعية قرارها السياسي، وتتخلى عن حقها الحصري في اختيار رئيس وزراء منها، لصالح رئيس جمهورية بمنصب شرفي، لكن التنازع والفشل والضرب تحت الحزام، فضلاً عن الأنانية المفرطة، ومحاولة فرض الأمر الواقع، مضافاً لهذا استلام إشارات من هذا الطرف او ذاك، لرفض هذا المرشح أو وضع فيتو بوجه غيره، كلها كانت اسباب وراء ما جرى اليوم، حين انفرد برهم صالح بقرار التكليف، وتجاوز المتوقعات الوطنية والشيعية ايضاً، وكلف شخصية قلقلة، وصِدامية (بكسر حرف الصاد وليس بفتحه)، ذاتتأريخ قلق ومأزوم كعدنان الزرفي لمنصب رئيس الوزراء.
هذا التكليف الذي احرج القوى الشيعية الرئيسية التي باتت في وضع لا تحسد عليه، بعد أن استمرت في لعبة الرفض والتعطيل، ومحاولتها اللعب على عامل الوقت، فكان ان صدمت بخيار فاشل، بشهادة الرئيس الذي كلفه اليوم، فقبل أعوام قليلة، وقع رئيس الجمهورية ذاته، مرسوماً لاعفاء الزرفي من موقعه محافظاً للنجف بعد ان ادانه مجلس المحافظة بقضايا فساد وفشل اداري، ليعود اليوم ليكتب مرسوماً اخر بتكليفه بموقع الرجل التنفيذي الأول في الدولة العراقية!.
ناشطون ومتظاهرون، وجهوا اصابع النقد والاتهام للقوى السياسية الشيعية التي وصفوها بالمتشددة، والتي ضيعت على العراق، فرصة تكليف شخصية وطنية مستقلة ونزيهة، لم يسجل ضدها أي سجل او قيد، مثل المرشح النزيه مصطفى الكاظمي، الذي كاد ان يكون خياراً وطنياً مثالياً جامعاً لكل العراقيين، فضلاً عن انتمائه الذي لا يشك به، الا أن تعنت بعض القوى الشيعية، ومحاولاتها اللعب بورقة الرفض اللا مبرر اخرج الأمر من يد الجميع، وأتى بمرشح جدلي ومجرب، وعليه ما عليه من مآخذ أقلها تسرعه ونزقه وعدم إتزانه مذ أن كان فتى غضاً حتى هذه اللحظة.
وانتقد المتظاهرون ايضاً، ” صمت ذات القوى التي كانت ترفع عقيرتها كلما مر إسم الكاظمي كمرشح تسوية، عن تسمية مشخص متهور كما الزرفي، وهو شخصية لا يمكن معها الاطمئنان الى استقامة العملية السياسية مجدداً، وتلبية المطالب الشعبية المشروعة، فضلاً عن كون الرجل حزبياً، ومحسوباً على جناح دولي بشكل وبأخر”.
واضافوا أن ” تضييع فرصة تكليف ” المتوازن” الكاظمي مرةً اخرى، مع التوقع بعدم قدرة الزرفي على المضي بعيداً في هذا التكليف، انما يضيف تعقيداً للمشهد السياسي المعقد من الأساس، ولا يعطي أي أمل بتحقق انفراجة قريبة في مشهد قاتم ويزداد قتامةً مع هذه الازمات التي تفتك بالبلاد والعباد”.
اترك تعليقاً