مصطفى الكاظمي .. هل هو إيراني أم أمريكاني، أم ( عراقاني )؟!
ثمة فريقان يتنازعان الآن، يثيران الكثير من الجدل والرأي العام، وطبعاً، فإن هذا التنازع ليس كله بريئًا، وليس لبعضه هدف سوى التشويش المُعتاد، على أي خطوة تتخذها القوى السياسية في البلاد، وتريد من ورائها أنهاء حالة الانقسام والجدل السياسي، فترشيح رئيس وزراء عراقي (صرف) كما قال النائب عن الحكمة حسن فدعم، الذي قال أن ” اختيار الكاظمي رئيساً للوزراء قرار عراقي صرف لم يحدث منذ العهد العباسي للآن”، الا أن الكثير من المشككين لايروق لهم ان يسمعوا هذا الكلام، فمنهم من يقول ان الكاظمي خيار وإختيار ايراني، ويسرد حكايا وقصصاً حول ذلك، منها أن ايران نجحت في تمريره، والدليل على ذلك قبول أغلب إن لم نقل جميع فصائل الحشد الشعبي والقوى المقربة من إيران بتكليفه، لذلك يحاول البعض الآن جاهداً ترسيخ الصورة النمطية بوصم أي مرشح شيعي يكلف لرئاسة أي منصب كان، بوصمة الولاء لإيران، لمجرد تشيعه، وللأسف فإن هذه النغمة ليست غريبة!
الجديد في النزاع البيزنطي الآن، أن ثمة فريقاً أخراً من الطرف الشيعي ينبري الى اتهام الكاظمي ” نفسه” بأنه ” خيار امريكي”!، وأن امريكا هي من فرضته على الأقطاب السياسية، وهنا تكمن المفارقة، فهذا التضاد في إنساب الرجل لأحد المعسكرين المتصارعين لا يدل أي عاقل وحكيم الا على شيء واحد، أن الرجل خارج الارادتين “الايرانية والامريكية” تماماً وأنه خيار وطني عراقي لا غير، وأن كلا المحسوبين على المعسكرين، يحاولون الان استمالة الرجل أو حصره في زاوية أخرى، وهي جزء من المعارك النفسية المدبرة التي تدار لغرض التأثير النفسي، وبالتالي تهيئة الرأي العام استباقياً لأي خطوة سيخطوها الرئيس المكلف.
هذا ليس جديداً، ولا غريباً على لعبة السياسة والاعلام والسوشيال ميديا، الغريب ان ينبري الكثير من الجهلة الذي لا يعرفون الف باء السياسة، الى المشاركة في نقل هذه التشكيك وهذه الحملة بدون وعي.
الثابت والحقيقي هنا، أننا امام لحظة عراقية فريدة، لحظة انتهى فيها التقاطع الحاد بين المشاريع الخارجية، الى خسارة كلا الفريقين لموقع الصدارة، والوصول الى نقطة الخيار الوطني الصرف الذي فرضته الارادة الشعبية المنتفضة.
وهنا يجب أن يتوقف هولاء المرجون عن قصد أو عن جهل، عن هذه الحملات، وأن يصمتوا ليكمل الرجل مهمته وسط تفاؤل يسود الشارع العراقي الذي تتولى مع انباء ترشيح الكاظمي لمنصب رئاسة الحكومة، انباء تراجع وباء كورونا الذي يقلق الناس، ولعل التكليف يكون فاتحة خير سينتهي معه كل هذا الخوف والقلق والترقب، فيكون بوابة للولوج الى مرحلة استقرار وبناء وتنمية حقيقية، على يد رجل تذكرنا ملامحه العراقية بالزعماء الوطنيين، لاسيما خطابه الذي استعاد لحظة خطاب الزعيم الشهيد عبد الكريم قاسم حين كان يؤكد على الاستقلال ويكرر بوعي وقصدية مفردة السيادة الوطنية في خطاباته النادرة.
اترك تعليقاً