العفريت الذي لا ينصرف
سعد الأوسي
تذكرت وانا اراقب الحملة التي يقوم بها بعض ادعياء السياسة والاعلام ضدي، سنوات المرارة والملح التي قضيتها متغربا عن الوطن تتقاذفني المطارات والمدن الباردة الكئيبة انا وعائلتي ، دافعا ضريبة الحرف وشرف الكلمة الحق التي عاهدتها ان لاتأخذني فيها لومة لائم او كيد حقود.
وبرغم الاحزان وبعد المسافات ولهفة الشوق المحموم الى التراب المقدس عراق القلب والروح ، كنت قد عاهدت نفسي منذ زمان طويل ان لا عودة ولا حيدة عن طريق الحق الذي قلّ سالكوه مهما كان الثمن فادحاً، وان المراءاة والكذب والنفاق ونصرة اهل الباطل لانهم الاقوى والاغنى والاكثر سلطةً وسطوةً لن تكون هوية قلمي في يوم من الايام ، بل على العكس من ذلك تماما سعيت لحربهم وجاهدت واجتهدت في فضح جرائمهم وفسادهم ونشر عورات سرقاتهم على حبال الحقيقة، وكلما زاد اعدائي واحدا من هؤلاء كلما شعرت بمزيد من القوة وصدق الانتماء الى اهلي العراقيين المنكوبين المغلوبين على امرهم بهذه العصابات التي تتوالى على كراسي السلطة وتتحكم بخزائن الثروات نهبا وتفريطا بينما نصف شعبهم دون خط الفقر .
لذلك لم اتفاجأ كثيرا حين عودتي الى الوطن من عشرات القضايا الباطلة والاحكام الجائرة والنفوس الحاقدة المسمومة التي كانت تنتظرني على امل البطش والانتقام والثأر ، لانني كنت متدرعا بيقين ربّاني طالما جربته في مثل هذه الظروف ولم يخذلني يوما ، وبمروءة بعض الرجال الفرسان من الاخوة والاصدقاء الابرارا الذين شجعوني على العودة وقطعوا العهود على ضمائرهم ان ينتصروا للحق في موقفي وللحرية التي تنشرها كلماتي.
عدت متوكّلاً على الله والوطن والايمان بشرف الكلمة التي تعلو ولا يعلى عليها، فوجدت موقفاً عظيما من القضاء العراقي الشريف حيث وقف وقفته وقذف بالحق على الباطل فدمغه فاذا هو زاهق باذن الله.
وكان ان ايقظ ذلك وكر دبابير الاعلام وصراصير السياسة، بعودتي اولا وتساقط القضايا والاحكام الباطلة ضدي واحدةً تلو الاخرى ، وذلك مالم يتوقعوه او يحسبوا حسابه ، عندها بدأت خناجرهم السوداء تتلامع هنا وهناك، متوهمة انها يمكن ان تنال مني غيلةً او غفلة، وانا اراهم جيدا حتى وهم مختبئون غارقون في دهاليز الظلام بعيني ذئب لا تخطئ حركة الضباع الغادرة الجبانة حتى وهي مغمضة او نائمة. ، وسرعان ما بدأوا خشرمتهم وعواءهم الكريه ، ظانّين ان ذلك يكفي لاخافتي وهربي من ساحة النزال !!!!
ولا اعلم اية حماقة نصحتهم بهذا الظن الغبي ؟؟؟
فسعد الاوسي يحتاج الى اكثر من العواء بكثير جدا حتى يفكّر بلمّ جناحيه وترك عشّه .
فليتذكروا جيداً حين لن ينفعهم الندم، انهم اختاروا هذا الصراع وانهم المسؤولون عن ثمنه الفادح ، وان الخروج من الحمام ليس كدخوله ابداً ، فقد قررت ان لا اخرجهم الا عراةً مكشوفي المؤخرات كي اريح الناس من شرورهم وانظّف الوسط الاعلامي من قاذوراته ، لعل ان يكون ذلك ذلك عبرة لامثالهم ولمن يقفون مرائين منافقين بين الحق والباطل ايضاً ، منتظرين المهزوم من النزال لينقضّوا عليه كالغربان السوداء.
ولن اصالح ابدا
فلا تتعبوا انفسكم واصدقاءكم بالتوسّط وبوس اللحى ، فقد حضّرتم العفريت ولا اعتقد انكم ستعرفون كيف تصرفونه بعد ان يدخل فيكم.
أشتاتاً أشتوووووت
اترك تعليقاً