جبل الشيوعيين شاهق لا يصل الى هامته الصغار أمثالك، فإحذر أيها ( العتروشي) الأبله !
لم تعرف السياسة العراقية مرحلة وصول الصبيان لمراكز القرار والسلطة كما عرفتها في العقود الأخيرة، حين صارت السياسة (استزلام)، والسلطة يقودها التابعون والحراس والسكرتاريات (والبودي كاردية)، فغابت معايير الكفاءة واللياقة والحنكة، وطغت الشعبوية بأسوء صورها المقززة، وهنا انتقلت السلطة من وصفها ممثلة لمصالح المجتمع إلى كونها حظيرة يمارس فيها الجحوش، جحشنتهم، والمتزلفون تزلفهم، وهنا حلت الكارثة.
مناسبة هذا الحديث، هو ما تفوه به محافظ دهوك فرهاد الأتروشي مؤخرا في معرض تعليقه على الحراك الاجتماعي الذي انطلق في دهوك من نقابات وقوى سياسية وشعبية بعد أن فشلت سلطته في تأمين مقومات العيش الكريم، ووجد المواطن الكوردستاني نفسه بين مطرقة الأزمة والجوع، وسندان فساد السلطة التي يقبض عليها ال البرزاني بالحديد والنار، ولم يجد المواطن هناك سوى أن يرفع صوته رافضاً لهذا الظرف الصعب والمضنك، وحين احرجت هذه التظاهرات فتى البرزاني (وعامله) على دهوك، والذي حظي بهذا المنصب اعطيةً لوفائه لهذه الأسرة الحاكمة، لم يجد من حل سوى أن يهاجم خصومه السياسيين، ويحاول ان يربط الحراك الشعبي الاحتجاجي بقوى مناوئة له ولحزبه، وقد يكون الأمر مقبولاً إلى هذا الحد، لكن هذا الصبي ( المحافظ ) لم يتوقف عند هذه الاتهامات الباطلة، لكنه ذهب إلى اتهام الحزب الشيوعي الكردستاني بالوقوف خلف هذا الحراك، وهذا أيضا لو ثبت فهو مقبول ومعقول، بل والشيوعيون يفخرون لو انهم قادوا الحراك هناك، لكن من غير المقبول ولا المعقول أن يذهب هذا الابله إلى ترديد عبارات خشبية لا تصدر إلا عن جهلة وبلداء ومتخلفين ثقافياً ومعرفياً، حين يصف الشيوعيين بالكفرة والملحدين!.
وهنا، تطل القباحة بأبشع تجلياتها وصورها حين يمتزج الرجعي القبلي السلطوي مع التخلف الفكري
والثقافي لينتج خلطة مقززة مثل هذه، فهذا الأتروشي الأبله، نسي أو تناسى ان الحزب الشيوعي خاض مع الأحزاب الكردستانية ومنها حزبه الذي ينتمي له نضالاً طويلاً في سبيل التحرر والسيادة الوطنية وإنصاف المكونات العراقية بما تستحق، وتناسى ان (قوانة) اتهامات الشيوعية بهذه التهم الساذجة إنما هي قمة الرجعية وغاية التطلع الاقطاعي المعشش في عقله وعقول بقية الاغوات الذين ناضل الشيوعيون في سبيل إنهاء سطوتهم واضطهادهم وقمعهم للمواطن الكوردي الذي لا يزال يتلوى تحت نير ظلمه وعنجهيته الفارغة.
أيها الأتروشي الصغير:
قبل ان تضرب رأسك بجبل الحزب الشيوعي، وتناطح تاريخ (أنصاره) الأباة، أبطال معارك (هندرين)، عليك أن تنظر جيداً لعلو هذا الجبل وعظمته، فهو ليس شاهقا فحسب، إنما قوي وصلب تتهشم على حجره الرؤوس العفنة التي تطمح أو تتورط في مناطحة حجره الصلد.
اترك تعليقاً