مؤثثات السرد العراقي بعد 2003
ضيف نادي السرد باتحاد الادباء في جلسته الصباحية الاخيرة السبت الماضي الناقد والقاص اسماعيل ابراهيم عبد في محاضرة نقدية ضافية تحدث من خلالها الناقد عن تجربته النقدية على مدى اكثر من كتاب صادر له في العقد الماضي فيما قدمته الناقدة والباحثة اشواق النعيمي بوصفه احد النقاد القلائل الذين يتصدون في قراءاتهم النقدية الى منهجية رؤيوية ولغوية في علوم السرد .
ابتدأ الباحث في توضيح مدخله الرؤيوي بشأن عنوان البحث بما اسماه مؤثثات حيز الوجود في السرد العراقي الجديد قائلا : من مباغي العمل النقدي تبيين البعد الأهم للعالم السردي منظورا اليه بوصفه موضعا فسيحا للاملاء والتأثيث وسد الفجوات في مقابل عملية الخلق الابداعي بجمعها .
على هذا الاساس التقني الذي يبسط خريطة العالم الروائي داخل النص السردي متجليا تضاريسه ومنحنياته اللغوية والبصرية ومستنطقا فراغاته ومواضعه الغامضة والمعتمة في ما اسماه عملية التأثيث والمعالجة الابتكارية بين النص والخطاب وعلى هذا الاساس ايضا تناول الباحث عشرات الروايات والمجاميع القصصية الصادرة بعد 2003 وحددها في ما يقرب من العشرين اتجاها شملت كل دقائق النص في ايقاعه الزمني والتزامني مع العالم الحقيقي سواء في الصوت والحركة والتداول والتواصل او في الكتلة الصلبة المكانية والوظيفية الى الحد الذي يجعل من الدراسة سياحة طويلة في نصوص ما بعد 2003 .
كما اشار الناقد فاضل ثامر في تعقيبه داخل الجلسة ووقفات لم تكن عابرة ازاء تشكل جديد لسرد متأثر بالمتغير الراهن الا ان هذه السياحة الطويلة والوقفات غير العابرة اقتصرت على الشبكة المعقدة في تبويب العلامات اللغوية ووظيفية الشخوص الروائية وفقا لمنحاها الفني مثلما درسها النقد الحديث واشبعتها المنهجيات في علم النص واللغة غير ان الفرق بين المبحوث لدى بروب مثلا مرتبط بنتائج انثروبولوجية وسوسيولوجية داخل ظاهرة الواقع ومسار الثقافة الغربية الا ان المبحوث من روايات وقصص عراقية لم يؤت استدلالا او استنتاجا على نحو معين في نظامنا الاجتماعي والناقد اسماعيل ابراهيم لم يكن مسؤولا عن ذلك قدر ما تتصل الازمة في الوعي او الفكر النقدي داخل ثقافتنا الراهنة .
وبالاضافة الى تعقيب الناقد فاضل ثامر فقد تحدثت القاصة عالية طالب الى الجهد الكبير الذي بذله الباحث في استقراء موضوعته فيما تحدث الناقد يوسف عبود جويعد عن التناول الجاد والقراءة الفعالة في مبحث ابراهيم، واثنى الناقد محمد يونس في تعقيبه على الحس الفني في اختيار التطبيقات وناقش طريقة المعالجة كما شاركت الفنانة والشاعرة غرام الربيعي في تعقيبها معبرة عن ضرورة ان نزيد الاهتمام يقراءة السرد الجديد فضلا عن البحث في تحديثه واستجلاء معالم التجدد في ادبنا الراهن. من جانبه، علق الباحث على تساؤلات الحضور منها توضيحه بشأن التسمية والاصطلاح قائلا ان التسمية عنده تتصل في قاموسه النقدي الذي اشتملت عليه وعبرت عنه بوضوح كتبه النقدية الصادرة فيما خص الحاضرين بالشكر والامتنان.
اترك تعليقاً