فشل مؤامرة العبيط عبطان
استلم (أبن عبطان) كتابه في الكوفة، وانطلق به مُسرعاً نحو البصرة، ومعه (هشام القرعاوي) و(صلاح العرباوي).
وصلها (عبطان)، وكان دخوله من جهة سوق السمچ، وهو يمتطي حماراً مسروقاً من حمير معامل الجص، فباغت جماهيرها، وهو يُخفي شخصيته، وراح يخترق شوارعها، ويسمع الناس يلعنونه، ويلعنون العلاسين الذين تآمروا على البصرة، فساء ما سمع، وراح يواصل السير نحو قلعة (المعقل)، ففوجئ به أهل البصرة عصر ذلك اليوم وهو داخل القلعة، ومعه شرذمة من القفاصين والعظامة ومجموعة صغيرة من العفطية، الذين راح يُمنّيهم بالأماني العريضة، ويهدد الثوار ويتوعدهم، وما أن أرخى الليل سدوله حتى حاصرته جموع غفيرة من الثوار وهو داخل قصر (المعقل بن يسار).
كان الثوار يحملون رسالةً ساميةً، وأخلاقاً فاضلة، وكان بمقدورهم أن يفعلوا به ما يشاؤون، بيد أنهم رفضوا ذلك لاعتبارات شتّى، فسمحوا له بالخروج مع زبانيته من دون أن يفتكوا به، لكنهم أشبعوه قاط رزالة من العيار الثقيل، وبصقوا بوجوه المتواطئين معه ، فهُزِمَ الجَمْعُ وَوَلَّوُا الدُّبُرَ، وهكذا ربحت البصرة وخسر المتآمرون، وانتهت صفحة مخزية من صفحات ثورة العبيط (عبطان) وتابعه (قيطان).
اللهم لا تؤاخذنا بما فعله بنا هؤلاء السفهاء، ولا تسلط علينا من لا يخافك ولا يرحمنا.
اترك تعليقاً