خميس الخنجر بين عدم ثقة الشيعة وعدم احترام السنة، وتجاهل الكرد، فهل لهذا الكابوس الخانق من نهاية…..؟!
لم يكن يتوقع رئيس ما سُمي بالمشروع العربي في العراق، خميس الخنجر، أن يقلب له الشيعة ظهر المجن كما يقال، وأن يخرجوه خالي الوفاض، بعد أن عاد للدخول مرغماً في تحالفهم السياسي، اثر تقارب فرضتهُ عليه ظروف المنطقة المحتدمة، ودفعت به أزمة القطيعة بين قطر والسعودية والامارات، لتختار قطر المعسكر الايراني وتنحاز له، في معركة القطيعة التي ارادتها السعودية بقيادتها، وأرغمت دويلات الخليج المجهرية على اللحاق بها، عدا قطر.
فجأةً، وجد الخنجر نفسه مدسوساً بين ألد خصومه، متحالفاً مع أعدى اعدائه الذين ما كان يتوقع في يوم من الأيام ان يجد نفسه بينهم، وما كانوا هم ذاتهم يمر عليهم يوماً، وفي أٍسوء الكوابيس، ان يجلس معهم رجل كان زعيم”ساحات الاعتصام” سيئة الذكر، فجاء هذا التحول الدراماتيكي في العملية بمثابة صدمة، لم يستطع الحلفاء الجدد إبتلاعها الى الآن، ولكن هكذا هي السياسة على كل حال، لا عداوات دائمة فيها، ولا صداقات دائمة، إنما مصالح تنتقل من معسكر لأخر، وهكذا وجد الطرفان نفسيهما في حلف، شعاره غير المُعلن: عدم الثقة بالأخر !
فلا الشيعة سينسون للخنجر افعاله معهم، ولا هو سيستطيع التكيف مع هذه الأجواء التي طالما استعداها، لذا فقد رد الشيعة “حلفاؤه” عملياً على كل محاولاته المتكررة في تمرير وزيرة للتربية، وأفلتوا منه المنصب بإجماع، كان الخنجر يعرف أن ورائه ” عدم ثقة متجذرة في هذه الساحة السياسية التي جاءها وافداً “.
أما في المنقلب السني، فالأمر لا يختلف كثيراً، حيث ان الرجل خسرَ بهذا الموقف تعاطفاً من متشددي السنة على قلتهم، كما أن تجاربهم السابقة معه ابان ما سمي بساحات الاعتصام كانت محبطة ومليئة جداً بالانتكاسات، فالرجل الذي تتهمه قوىً سنية بتسلمه مبالغ طائلة من قطر لتمويل تلك الساحات، لا تزال الشائعات تطارده بتهمة الاستيلاء على هذه الهبات التي قدرت بحوالي 3 مليون دولار امريكي ، كانت تدفع له كل يوم – أكرر كل يوم 3 مليون دولار تصل عبر اسطنبول وتختفي هناك – لتمويل الساحات، فما كان يصل اليها سوى 50 الف دولار يوميا لاغير، بينما يستحوذ الرجل على ما تبقى من هذه المبالغ الطائلة، وقطعاً فالشارع السني الذي ينظر للخنجر بأنه أثرى على حساب جروحه ومأسيه، لا يكن له احتراماً، ولا تبجيلاً لمشروعه العربي لاسيما أنه انكر المشروع الذي بدأه انذاك، وأنتهى به الى كارثة ماحقة دمرت المجتمع السني، واجهزت عليه بشكل واضح بعد احتلال داعش لكل المناطق السنية، وسيطرتها لسنوات طوال على هذه المدن المنكوبة.
الأمر ذاته، يتكرر في الشارع الكردي الذي لا يعرف عن الخنجر الكثير، ولا تعطيه القيادات الكردية التاريخية منها، أو تلك الناشئة، أي اهتمام أو مكانة، نظراً لعدم وجود مشتركات تاريخية أو علاقة سياسية واضحة، ولربما لأن الرجل لم يثبت وجوداً مؤثراً في مجتمعه المحلي، وعلى الرغم من محاولاته السابقة بالتقرب من البارزاني وسلطته الحاكمة، إلا إنه قوبل بتجاهل مستمر، وهذا الأمر جعله يعيش في أزمة دائمة، وينحشر في مواقف سياسية لايمكن تفسيرها أو تبريرها، بل أن الرجل يعيشها الآن ككابوس مرهق يجثم على صدره، ولربما سينهي هذا الكابوس أي امل له بتسيد الساحة السنية أو تصدير نفسه زعيماً وطنياً في ظل تساقط كل الزعامات التاريخية والتقليدية، فما بالك بتلك الزعامات التي تنتظر الطبيعة لتخالف منطقها وتصنعها في قفزة غير طبيعية!!.
لذلك – وهذه زبدة المقالات الثلاث التي نشرت هنا عن الحالة المنكسرة التي وصل اليها هذا (الخنجر )- نود أن نختصر ما قام به من ردات فعل تجاه من يظنهم خصومه، أو الذين يعتقد أنهم وقفوا في طريق طموحه الشخصي المجنون، وقد كانت أفضل هذه الردود سيئاً كما يقال!
فالرجل كما يبدو ضائع، أو غريق، ويائس، بحيث راح يعتقد أن الكل – شيعة وسنة وكرداً- يكرهه ويحاربه، ويقف ضد مشاريعه السياسية والتجارية، مما يتوجب عليه التصدي له، بكل الأسلحة، فإختار -ويا لسذاجته – في أول تصد، وأول مواجهة له، أقذر الأسلحة وأوسخها اخلاقياً وإجتماعياً وسياسياً، لذلك جاءه الرد عنيفاً، ومن الطبيعي أن يكون أشد عنفاً وأوسع مساحة إن تطور الأمر مستقبلاً !
فلا ترم ( يا خميس ) بيوت الناس بالحجارة، إن كان بيتك من زجاج !
اترك تعليقاً