برهم صالح اثبت انه رئيس العراق بحق وحقيق، وليس “ناطور خضرة”!
اعاد الرئيس برهم احمد صالح الهيبة المفقودة، والدور المحوري الدولي لموقع رئاسة الجمهورية بعد أن افتقد العراقيون هذا الدور منذ 2003، حين تحول موقع رئاسة الجمهورية في العراق الى موقع منسي، يمضي فيه الرئيس سنوات حكمه بلا حكم، ولا دور، ولا أي فاعل في الحياة السياسية، مما افقد العراق موقعه الدولي، وأصبح العراق بلا تمثيل دولي حقيقي في الخارج، الإ أن تحولاً جذرياً لمسهُ العراقيون جميعاً، بتسنم الرئيس صالح لهذا الموقع، حيث اعاد الرجل الاعتبار الدستوري لموقع الرئاسة الحساس في الحياة السياسية، وبين أهمية الدور الذي يمكن أن يلعبه الرئيس من خلال موقعه الإشرافي، ودوره الأبوي في توجيه بوصلة الحكم الديمقراطي، والأدوار التي يتخذها في المسارات الدولية الدقيقة التي تتطلب حسماً، وسرعةً في اتخاذ المواقف الدولية، انسجاماً مع الدستور طبعاً، لا خروجاً على نصوصه التي وأن حدت من صلاحيات الرئيس لصالح رئيس الوزراء، لكنها اناطت به المسؤولية الأكثر جسامة، وهي حماية الدستور وحفظه، وبالتالي منحتهُ الصلاحية الأكبر في إدارة شؤون الدولة، بمؤسساتها الثلاث، التشريعية والتنفيذية والقضائية حتى!.
لذا، لعب الرئيس اليوم في لقائه مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، واحداً من الأدوار المهمة والصعبة التي يمكن ان يقوم بها رئيس عراقي في ظل ظروف حساسة وصعبة للغاية، كالتي يشهدها العراق، فلأول مرةً يُقاطع فيها رئيس جمهورية في العراق، رئيساً امريكياً أثناء الحديث عن الشأن العراقي، ويُجبر الرئيس الأمريكي على تغيير اللهجة ضد العراق، حيث نقلت الصحافة الأمريكية وقائع ما جرى إثناء انعقاد المؤتمر الصحفي المشترك مع الرئيس الأمريكي، حين سألت صحفية أمريكية ترمب: هل لا تزال لديكم خيارات بفرض عقوبات اقتصادية على العراق؟
فأجاب: سنرى ما يحدث ويعتمد الامر على ..
وهنا قاطعه الرئيس برهم قائلاً: لدينا مصالح مشتركة كثيرة بمحاربة التطرف والحفاظ على شرق اوسط مستقر .. واسترسل بالحديث … حينها تراجع ترامب عن أسلوبه بالتلويح بالعقوبات وقال: نعم تجمعنا قضايا إيجابية كثيرة!.
هذه المُقاطعة للرئيس ترامب تعد الثانية بعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي قاطعه قبل ذلك بموقف أخر، ولا رئيس آخر فعلها قبلهما!
وهنا لا بد للإشارة الى أن الرئيس برهم صالح يعمل وفق رؤية واضحة ومحددة في القضية العراقية، ويمارس دوره المؤتمن عليه بإخلاص ودقة وأمانة، ولا يخضع لأية أملاءات خارجية أو تهديدات داخلية تأتي من جميع الجهات، وهذا الأمر لوحده كافِ لأن ترفع القبعات لهذا الرئيس الذي يتمتع بشجاعة وحكمة في تقديم مصلحة بلاده على أي مصالح متقاطعة، ويريد أن يستعيد العراق موقعه الدولي المرموق بعد عقود طويلة من العزلة، والعزف خارج الجوق الدولي، وتحول هذه البلاد الى أسيرة الى سياسات رعناء، أو تنفيذ رغبات وحروب بالوكالة عن دول اقليمية أو دولية.
اترك تعليقاً