إذا كان البعض يستمتع بالكذب، ويعتبره هواية مثل أي هواية أخرى، كجمع الطوابع مثلاً، فإن شركة “سومو ” بقيادة الثلاثي المرح علاء الياسري وعلي نزار  ومحمد سعدون، لا تكتفي بالهواية، إنما إتخذت من الكذب حرفة، ومهنة يمتهنونها.

ولان اللاعب المحترف يحتاج الى مواصلة صقل “مواهبه الإحترافية” وتطوير أمكاناته بإستمرار، نجد هذا الثلاثي ايضاً يسعى لتطوير موهبته في الكذب والتضليل، حتى تفوق على كل من سبقه في هذا الميدان!

وإذا كان ثمة من يشكك بقدرات ثلاثي سومو الكذبية، عليه أن يقرأ أي منشور – أي منشور كان – يصدر

عن إدارة سومو، ليكتشف حالاً أن إدارة سومو تكذب، وتكذب كثيراً !

لذا يجب أن تعرف إدارة سومو أن هناك بين الناس من يقرأ الممحي، ويتابع أنشطتها، لا سيما أصحاب التخصص والخبرة، والدراية، سواء من بقي يعمل في الحقل النفطي حتى الساعة، أو من تقاعد عن الوظيفة، لكن بصره وقلبه بقيا يتابعان عمل مؤسسات الوزارة، خاصة وإن شركة سومو تعتبر شريان الإقتصاد العراقي ودمه الوحيد. وبطبيعة الحال فإن هؤلاء الخبراء يميزون بين الحقيقة والتضليل فوراً دون عناء، كما أن هناك أشخاصاً أخرين لديهم منظومة معرفية تامة، وشبكة إخبارية تشتغل في عمق ذات الخط الذي تشتغل به سومو، ولايمكن أن “تعبر” على هؤلاء أرقام  سومو الكاذبة والتضليلية.

ولعل الكذبة الشنيعة والمدوية تلك التي ارتكبتها إدارة سومو حين ورطت وزير النفط، ورئيس الوزراء بأرقام أقل ما يقال عنها فلكية، والمصيبة أن رئيس الوزراء قد أعلن هذه الأرقام والإبتسامة تغطي نصف وجهه، وهو يقول إن ” رجال سومو إستطاعو أن يجهزوا على فساد العقود السابقة في بيع النفط الأسود، وان يستحصلوا أرباحاً كبيرة وفوارق عظيمة وصلت الى ( 600 ) مليار دولار – أكرر  رقم ستمائة مليار دولار – ولعل المصيبة الأعظم أن وزير النفط كان حاضراً حين أطلق دولة الرئيس هذا الرقم دون ان يبادر لتنبيهه، أو تصحيحه !

وحين ضجت وزارة النفط في اليوم الثاني على صدى هذه الكذبة، ولما تسلمها الإعلام الوطني المراقب، خرجت علينا إدارة سومو معللة الأمر بعذر مضحك إدعت فيه أن ثمة سهواً قد حصل، وإن الرقم الصحيح هو 60 مليار دولار وليس 600 مليار  دولار كما أعلن رئيس الوزراء! فضحك الخبراء وكذلك العارفون بشؤون النفط، لأنهم يعلمون أن هذا الرقم غير صحيح مطلقاً.

ولم يطل الوقت حتى نشر أمس موقع (سومو) الرسمي تصريحاً للمدير علاء الياسري، يدعي فيه أن أرباح ألنفط الأسود 174 مليون دولار  – وأكرر  ايضاً مائة واربعة وسبعين مليون دولار – يعني ليس ستين مليار دولار، ولا حتى نصف أو ربع مليار دولار ..!

 أحد الخبراء قال معقباً:

“مستعد لأن أمنح إدارة سومو مهلة ستين سنة وليس سنة واحدة، ليأتوا لنا بستين مليار دولار) !

يعني الجماعة نزلوا من الستمية مليار دولار  الى الستين مليار دولار ، ثم نزلوا بسرعة الى 174 مليون !! هنا يجب أن نذكر أن هذه أرباح النفط الأسود الخاص بالأنبوب، وليس المصافي، (لعد ارياح مبيعات النفط الأسود الخاص بالمصافي وين والمقدر إنتاجها بعشرين ألف طن يومياً، ولماذا لم يذكرها مدير سومو

ثم أين أرباح مبيعات مادة (النفتا)، من إنتاج المصافي والأنبوب معاً؟!

وهل يعلم معالي الوزير الغضبان بأن إدارة سومو جددت العقود للشركات المحلية حسب التسعيرة القديمة، دون النظر الى التغيرات الحاصلة في اسعار “النفط الأسود والنفتا”، تلك التغيرات التي أظهرت فوارق الأرباح التي تفاخر بإكتشافها مدير سومو، والوزير الغضبان، وكذلك رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، وهل سيذكر علاء الياسزي السبب الذي جعل إدارة سومو تبقي العقود ذاتها، وأن تتجاوز تغيرات الأسعار في السوق، أم سيترك المهمة لنا، لنقوم نحن قريباً بتقديم كشف كامل عن حجم إنتاج النفط الاسود في جميع المصافي، وحجم انتاج ” النفتا ” في الانبوب والمصافي وكم مليون دولار تسرق يومياً بعلم ومشاركة ثلاثي سومو، ومقدار الأموال المنهوبة من العراق شهرياً؟

نرجو أن يظهر غداً مدير سومو على ذات موقع الشركة الذي ظهر به أمس، ويعلن للجمهور ارقام ارباح مبيعات النفط الاسود والنفتا، مثلما أعلن عن ارباح مبيعات النفط الاسود للأنبوب ؟