هل سيطيح الاكراد بحليفهم عبد المهدي من رئاسة الحكومة ؟
مع تصاعد درجات الحرارة نسبيًا في البلاد، تزداد الاجواء السياسية سخونةً، وسط تنامي الغضب الشعبي بعد عام من الاخفاق السياسي والخدمي وعدم تحقيق انتقالة نوعية كما وعدت القوى السياسية التي املت الجمهور باختراق نوعي وكمي في الحكومة الدستورية الرابعة، الامر الذي فتح ابواب الترجيحات بصيف لاهب على مصارعها، فيما يزداد الحنق الشعبي جراء سياسات حكومة عبد المهدي المتماهية مع الاحزاب الكردية حد الانبطاح كما يحلو لمعارضي سياساتها بوصفها، وهو ذات الامر الذي تعززه خطوات واجراءات عبد المهدي الضعيفة تجاه تمرد كردستان الذي بلغ حداً أجبر عبد المهدي نفسه على الحديث على مضض، بعد ان ازدت النقمة السياسية والشعبية حداً ينذر باسقاط حكومته برمتها، فما كان منه سوى الاعتراف الذي حاول لعام كامل حجبه عن الرأي العام، حول رفض الاكراد اي تسوية، او تطبيق لقانون الموازنة حتى مع رفعه لنسبتهم الى ٢٢٪ من اجمالي الموازنة الاتحادية، فيما كان تصريح عبد المهدي عن ملف تصدير النفط من قبل الاقليم، ورفض ادارته التعاون مع بغداد في عملية تسليم هذا الملف الاتحادي الى الحكومة المركزية، خجولًا، ومجرداً من اي خطوات تتبعه كما صرح الرجل بعظمة لسانه كما يقال. إذ اعلن عبد المهدي ان الاقليم لا يزال يرفض تسليم اي برميل نفط واحد الى بغداد، حتى مع دفع بغداد لحصة كردستان بشكل متكامل وتمويل خزائنها الخاوية من ايرادات نفط البصرة، لتوزيع رواتب موظفي الاقليم الذي يبلغ عددهم حوالي مليون شخص، فيما اشار عبد المهدي مستدركًا ما قاله بأنه لن يقطع رواتب هولاء الموظفين حتى مع استمرار رفض ادارة الاقليم تسليم النفط، في نقض لنص الاتفاق الذي جرى بموجبه دفع مئات المليارات كرواتب من بغداد. هذا الاستدراك فسره مراقبون بأنه يهدف الى عدم ازعاج حلفائه في كردستان، فضلاً عن كونه ضوء اخضر لتستمر حكومة الاقليم بمنع تسليم ايرادات نفط مناطق شمال العراق الى الخزينة الاتحادية، وهو موقف سياسي يريد عبد المهدي ابقاء علاقته قائمة، والحفاظ على زخم الكردي غير المسبوق الذي يحظى به خلافًا لسلفه حيدر العبادي الذي كان الاقليم عاملاً مهماً في طريق ازاحته عن الولاية الثانية، حيث اتخذ كل الاجراءات القانونية والادارية والمالية بحق الاقليم المتمرد، وكاد ان ينجح لو لا تراجع عبد المهدي غير المسبوق والخطير، بل واستسلامه لابتزازات الاحزاب الكردية وضعفه ازاء تحركاتها غير الدستورية والقانونية. فيما قال المراقب للشؤون الكردية علاء العتبي، تعليقاً على حديث عبد المهدي الاخير ان الاكراد حظوا ولاول مرة بعد ٢٠٠٣ برئيس وزراء موال لهم بطريقة عبد المهدي، وهذه فرصة ذهبية لن تتكرر ابداً، لكن الغرور الكردي ولربما العنجهية قد تدمر كل شيء كما يحصل عادةً في سجل الاحزاب الكردية الحافل بالتقلبات والمواقف، فهذا الرجل لن يُسمح له سياسياً ولا شعبياً ان يمضي الى ما لا نهاية في تماهيهه مع الاكراد على حساب بغداد وبقية مكونات الشعب العراقي، وقد تضطر القوى التي جاءت بعبد المهدي (فتح – سائرون) الى الاطاحة بالرجل وانهاء الربيع الكردي مبكراً، وهذا سيناريو ليس بعيداً، بل وهو المرجح في ظل تزايد الدعوات لانهاء حالة التمرد الكردي غير المسؤولة
اترك تعليقاً