بعد إنسحاب جمهور التيار الصدري، وحرق الخيام .. إنتفاضة الشعب تولد من جديد
حملت تباشير اليوم ولادة جديدة لشعبنا العراقي الذي بدأت الآن انتفاضته الشعبية الكبرى ضد الفساد والفشل السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وسجل اليوم فجراً اخر في سجل الحركة الوطنية الخارجة من تحت كل رداء سياسي او ديني، فهذا هو اليوم الأول لانتفاضة واضحة بلا تدخلات حزبية، ولا أيادي خارجية، وهذا هو اليوم الذي يكتبُ العراقيون لوحدهم حدثاً مهماً في سجل نضالاتهم العريقة بعيداً عن سطوة هذا أو رمزية ذاك.
نعم، فبالأمسِ كان الجميع يظن أن الحراك الشعبي قُبر في مهده، وأن ثورة تشرين الوطنية أسدل الستار عليها، بعد أن انسحب منها جمهور التيار الصدري، وكشف ظهرها للجميع، وبعد أن دبت العزيمة في أوصال الحكومة المستقيلة لتستغل هذا الانسحاب المفاجئ ( واللامفاجئ بطيبعة الحال) للتيار، وتشن حملات أمنية واسعة طالت البصرة وذي قار وواسط والديوانية وبابل والنجف وكربلاء وصولاً لبغداد، حيث حاولت بكل جهدها الأمني وعنفها غير المبرر، أن تأد هذا الحراك وأن تقتله بعد أن حسبت أنه فقد حبله السري الداعم له، لكنها كالعادة كانت مخطئة في الحسابات، فهذا الحراك لم يعد جنيناً يجهضه من يشاء متى شاء، بل أنهُ ولادة عراقية حقيقية من صميم الشارع، ومن تطلعات شعبه وقواه الوطنية التي حملت همه، ولن تحيد حتى يتحقق لشعبنا النصر والتغيير وطرد وجوه الفساد ورموزه واعادة الوطن الى أن يكون واحة للتأخي الوطني، ومساحة لبناء الحلم وصناعة المستقبل لاجيال يحلم الجميع أن تتجاوز عقد التأريخ المرير، وأن تكتب تاريخاً أخر بعيداً عن الدماء والعنف والقسوة.
نعم، نعتقد جازمين أن الثورة لم تبدأ في الأول من تشرين الأول الماضي، بل بدأت أمسِ 25 يناير العظيم حيث كتبَ فيه شباب العراق صفحة من صفحات النضال، وأعلنوا أن لا مشروع يعلو فوق العراق، ولا صوت يعلو فوق صوت حرية شعبه واستقلاله وكرامته الوطنية.
أمس عبرت التظاهرات الوطنية امتحاناً خطيراً، واجتازت محنة لم تمر بمثلها من قبل، حيث تجاوز العراقيون أمس المنعطف الأصعب والأخطر، بعد ان ظن الجميع ان الحراك قد تلاشى والى الأبد، لكن فجر هذا اليوم وما حملهُ كان بمثابة الرد القاصم والحاسم بأن الثورة بدأت الآن، بل وبشكل أقوى وأنقى، وأن سلميتها ستكون رائدة نصرها المؤزر على كل قوى الظلام والفساد.
اترك تعليقاً